جاءت إلى الحسن البصري وأخبرته بالقصة، فقال: تصدقي عنها لعل اللَّه أن يعفو عنها، ثم في تلك الليلة رأى الحسن البصري كأنه في روضة من رياض الجنة، ورأى سريرًا منصوبًا وعليه جارية حسناء جميلة، وعلى رأسها تاج من النور، فقالت له: يا حسن أتعرفني؟ فقال: لا. فقالت: أنا ابنة تلك المرأة التي أمرتها بالصلاة. فقال الحسن: بغير هذا وصفت لي حالك. فقالت: هو كما قالت. قال: فبما إذًا بلغت هذه المنزلة؟ فقالت: كنا سبعين ألف نفس في العقوبة، كما وصفت لك والدتي، فعبر واحد من الصالحين على قبورنا، وصلى على النبي ﷺ مرة واحدة، وجعل ثوابها لنا، فأعتقنا اللَّه -تعالى- من العقوبة ببركته، وبلغ نصيبي ما قد شاهدته فهذا من جملة بركة الصلاة والسلام على النبي ﷺ.
التاسعة: روى الفاكهاني في كتابه الفجر المنير، عن الشيخ موسى الضرير ﵀ أنه ركب في مركب في البحر المالح، قال: فثارت علينا ريح تسمى الأقلانية، قلَّ من ينجو منها من الغرق، قال: فنمت، فرأيت رسول اللَّه ﷺ وهو يقول: قل لأهل المركب يقولون ألف مرة: اللهم صل على محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، وتقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات، وترفع لنا بها عندك أعلى الدرجات، وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات. قال: فاستيقظت، وأخبرت أهل المركب بالرؤيا وصلينا على النبي ﷺ نحو ثلاثمائة مرة ففرج اللَّه عنا تلك الشدة.
العاشرة: رُوي عن الإمام العالم أبي حفص عمر بن الحسن السمرقندي قال: سمعت الأستاذ قدس اللَّه روحه قال: سمعت رجلًا يقول: حججت في سنة كذا، فرأيت رجلًا في الحرم لم يزل يصلي على النبي ﷺ حيث كان في الحرم والبيت وعرفة ومنى، فقلت: أيها الرجل لكل مقام مقال، فما بالك لا تشتغل بالدعاء ولا بالصلاة إلا أنك تصلي على النبي ﷺ لا غير؟ فقال له الرجل: خرجت من خراسان حاجًا إلى بيت اللَّه الحرام، ومعي والدي، فبلغنا الكوفة، فاعتل أبي هناك، فتوفي، فغطيت وجهه بإزار، فلما كشفت عن وجهه رأيت صورة كصورة الحمار، فحزنت لذلك حزنًا شديدًا، فقلت: كيف أظهر للناس هذا الحال، وقد صار والدي في هذه الصورة، فنعست ساعة، فرأيت في منامي كأنه دخل علينا رجل وكشف عن وجهه وقال لي: ما هذا الغم العظيم؟ فقلت له: وكيف لا أغتم مع هذه المحنة العظيمة؟! فقال: إن اللَّه ﷿ قد أزال عنك هذا الغم، فانطلقت إلى والدي فكشفت عن وجهه فإذا هو كالقمر الطالع يلوح، قال: فقلت لذلك الرجل: من أنت؟ قال: أنا المصطفى، فلويت طرف ردائه وقلت له: بحق اللَّه إلا ما أخبرتني بالقصة، فقال لي: