فائدة: روى أبو القاسم الأصفهاني في كتاب الترغيب والترهيب عن يزيد بن مسلم الجريري قال: سمعت وهب بن منبه يقول: "الصلاة على النبي ﷺ عبادة".
الثالثة عشر: روى أبو القاسم المذكور أيضًا بسنده عن محمد بن الحسين الحرَّاني قال: قال لي رجل من حران يقال له الفضل، وكان كثير الصوم والصلاة: كنت أكتب الحديث ولا أصلي على النبي ﷺ، فرأيته في المنام فقال: إذا كتبت أو ذكرت لم لا تصلي عليَّ؟ قال: ثم رأيته ﷺ مرة أخرى فقال: ما تبلغني صلاتك عليَّ، فإذا صليت عليَّ أو ذكرت فقل:ﷺ.
فائدة: روي عن ابن عباس ﵄ أنه قال: "وكَّل اللَّه برسول اللَّه ﷺ ملكًا فلا يذكر عند عبد ولا يصلي عليه إلا قال ذلك الملك: لا غفر اللَّه لك، فتقول الملائكة: آمين.
الرابعة عشر: روي أن رجلا هرب من السلطان، وخط في الأرض خطًا وسماه قبر النبي ﷺ وتطهر وصلى عنده، وصلى عليه ألف مرة، ثم قال: اللهم إني جعلت هذا القبر شفيعي إليك فآمن روعي من هذا الظالم بحق المصطفى، فهتف به هاتف وقال له: نعم الشفيع محمد ﷺ قد آمنا روعك، وأهلكنا ظالمك، وغفرنا ذنبك.
فائدتان: الأولى: روي أن آدم ﷺ نام فرأى حواء (١)﵍ جالسة عند رأسه، فمد يده إليها فقال جبريل ﵇: لا تمسها حتى تعطي مهرها. قال: وما مهرها؟ قال: الصلاة على محمد بن عبد اللَّه خير خلق اللَّه ﷺ.
الثانية: روي أن اللَّه ﵎ يقول: يا محمد من صلى عليك أمرت جبريل وسبعين ألف ملك أن يصلوا عليه ولا يموت حتى يرى مقعده من الجنة، فأكثروا من الصلاة عليه ﷺ.
الخامسة عشر: روي أن أبا الحسن عليًا الميموني قال: رأيت الشيخ أبا الحسن ابن عيينة ﵀ في المنام بعد موته كأن على أصابع يديه شيئًا مكتوبًا بلون الذهب، أو بلون الزعفران، فسألته عن ذلك، فقلت: يا أستاذ أرى على أصابع يديك شيئًا مليحًا مكتوبًا ما هو؟ قال: يا بني هذا بكتابتي لحديث رسول اللَّه ﷺ أو قال:
(١) يقال: إن خلق حواء كان بعد دخول الجنة، كما قال السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة، عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة: أخرج إبليس من الجنة وأسكن آدم الجنة، فكان يمشي فيها وحيشًا ليس له زوج يسكن إليه، فنام نومة فاستيقظ، وعند رأسه امرأة قاعدة، خلقها اللَّه من ضلعه، فسألها: ما أنت؟ قالت: امرأة. قال: ولم خلقت؟ قالت: لتسكن إليّ، قالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه: ما اسمها يا آدم؟ قال: حواء، قالوا: ولم حواء؟ قال: إنها خلقت من شيء حي. تفسير ابن كثير [١/ ٧٩].