قال النووي: اليم البحر، وقوله بم ترجع ضبطوه بم ترجع بالمثناة فوق والمثناة تحت، والأول أشهر، ومن رواه بالمثناة تحت أعاد الضمير إلى أحدكم، والمثناة فوق أعاده على الأصبع، وهو الأظهر، ومعناه لا يعلق بها كثير شيء من الماء، ومعنى الحديث ما الدنيا بالنسبة إلى الآخرة في قصر مدتها وفناء لذتها، ودوام الآخرة ودوام لذتها ونعيمها إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالأصبع إلى باقي البحر. "النووي في شرح مسلم [١٧/ ١٥٩] طبعة دار الكتب العلمية". (١) أخرجه مسلم في صحيحه [٢ - (٢٩٥٧)] كتاب الزهد والرقائق، في مقدمته، والبيهقي في السنن الكبرى [١/ ١٣٩]، والبخاري في الأدب المفرد [٩٦٢]. (٢) قول ﷺ: "يا أبا ذر" فيه مناداة العالم والكبير صاحبه بكنيته إذا كان جليلًا، وقوله: "من مات من أمتك لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟!! قال: وإن زنى وإن سرق" فيه دلالة لمذهب أهل الحق أنه لا يخلد أصحاب الكبائر في النار، خلافًا للمعتزلة والخوارج، وقال النووي في موضع آخر: مذهب أهل السنة وما عليه أهل الحق من السلف والخلف أن من مات موحدًا دخل الجنة قطعًا على كل حال، فإن كان سالمًا من المعاصي كالصغير والمجنون والذي اتصل جنونه بالبلوغ، والتائب توبة صحيحة من الشرك أو غيره من المعاصي إذا لم يحدث معصية بعد توبته، والموفق الذي لم يبتل بمعصية أصلًا، فكل هذا الصنف يدخلون الجنة ولا يدخلون النار، وأما من كانت له معصية كبيرة ومات من غير توبة فهو في مشيئة اللَّه -تعالى- إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة وإن شاء عذبه القدر الذي يريده ﷾ ثم يدخله الجنة، فلا يخلد في النار أحد مات على التوحيد. "النووي في شرح مسلم [١/ ١٩٢، ٧/ ٦٥]، طبعة دار الكتب العلمية".