الثالثة عشرة: يا ابن آدم إن قنعت بما رزقتك أرحت قلبك وبدنك وأنت عندي مشكور، وإلا أتعبت قلبك وبدنك وسلطت عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية ولا ينالك منها إلا ما قسمت لك، وأنت عندي مذموم.
الرابعة عشرة: يا ابن آدم لا تأنس بغيري ما وجدتني فمتى طلبتني وجدتني.
الخامسة عشرة: يا ابن آدم ما خلقتك لأربح عليك إنما خلقتك لتربح عليَّ.
خاتمة: قال أبو جعفر محمد بن علي السالف (١): إن أهل التقوى أكثر أهل الدنيا مؤنة وأكثرهم معونة، إن نسيت ذكروك، وإن ذكرت أعانوك.
قوالين بالحق قوامين بأمره، وأنزل الدنيا منك بمنزله منزل نزلت به أو ارتحلت عنه أو كمال أصبته في منامك واستيقظت، وليس معك منه شيء.
وأنشدوا في معناه:
ألا إنما الدنيا كأحلام نائم … وما خير عيش لا يكون بدائم
تأمل إذا ما نلت بالأمس لذَّة … فأفنيتها أنت إلا كحالم
(١) كان أحد من جمع العلم والفقه والشرف والديانة والثقة والسؤدد، وكان يصلح للخلافة وولد سنة [٥٦]، وتوفي سنة [١١٤، ١١٧] وله إخوة أشراف: زيد الذي صلب، وعمر، وحسين وعبد اللَّه بنو زين العابدين رحمة اللَّه عليهم. [تاريخ الإسلام وفيات سنة (١١٠ - ١٢٠)].