(٢) روى الترمذي في سننه (٢٣٢٠) كتاب الزهد، باب ما جاء في هوان الدنيا على اللَّه ﷿، عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللَّه ﷺ: "لو كانت الدنيا تعدل عند اللَّه جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء". (٣) قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨)﴾ [الذاريات: ٥٦ - ٥٨] أي إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي لا لاحتياجي إليهم، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ أي إلا ليقروا بعبادتي طوعا أو كرها. ومعنى الآية أنه ﵎ خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم. [تفسير ابن كثير (٤/ ٢٣٨)].