للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثها: يا ابن آدم لو أنني أعطيتك الدنيا كلها ما كان لك منها إلا القوت، فإذا أعطيتكه منها وجعلت حسابها على غيرك فأنا محسن إليك.

رابعها: يا ابن آدم لا تأمن مكري حتى تجوز الصراط (١).

خامسها: يا ابن آدم إني خلقت الأشياء كلها من أجلك، وخلقتك من أجلي، فلا يشغلك ما خلقته من أجلك عما خلقتك لأجله.

سادسها: يا ابن آدم ما أنصفتني في المعاملة؛ أنا لعنت إبليس وغضبت عليه وطردته من أجلك، فصالحته وقطعتني.

سابعها: يا ابن آدم كل أحد يريدك له، وأنا أريدك لي، وأنت تفرَّ مني.

ثامنها: يا ابن آدم أنا وحقي لك محب، فبحقي كن أنت لي محبًا.

تاسعها: يا ابن آدم إني خلقت السماوات والأرض ولم أعي بخلقهن، أفيعييني رغيف أسوقه إليك من حيث لا تحتسب؟ (٢).

عاشرها: يا ابن آدم تغضب علي من أجل نفسك؟!

الحادية عشرة: يا ابن آدم كما لا أطالبك بعمل غدٍ لا تطالبني برزق غدٍ.

الثانية عشرة: يا ابن آدم إن لي فرضا، ولك عليّ رزق (٣) فإن خالفتني في


(١) فيما روى مسلم في صحيحه [٢٩٩ - (١٨٢)] كتاب الإيمان، [٨١] باب معرفة طريق الرؤية، عن أبي هريرة من حديث طويل، وفيه: "ويضرب الصراط بين ظهري جهنم. . . . " الحديث. قال [النووي: وفي هذا إثبات الصراط ومذهب أهل الحق إثباته، وقد أجمع السلف على إثباته، وهو جسر على متن جهنم، يمر عليه الناس كلهم، فالمؤمنون ينجون على حسب حالهم، أي منازلهم، والآخرون يسقطون فيها -أعاذنا اللَّه الكريم منها- وأصحابنا المتكلمون وغيرهم من السلف يقولون: إن الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف كما ذكره أبو سعيد الخدري . [النووي في شرح مسلم (٣/ ١٩) طبعة دار الكتب العلمية].
(٢) روى الترمذي في سننه (٢٣٢٠) كتاب الزهد، باب ما جاء في هوان الدنيا على اللَّه ﷿، عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللَّه : "لو كانت الدنيا تعدل عند اللَّه جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء".
(٣) قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨)﴾ [الذاريات: ٥٦ - ٥٨] أي إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي لا لاحتياجي إليهم، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ أي إلا ليقروا بعبادتي طوعا أو كرها.
ومعنى الآية أنه خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم. [تفسير ابن كثير (٤/ ٢٣٨)].

<<  <  ج: ص:  >  >>