للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيها: حديث عائشة مرفوعا: "يغزوا جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم، ثم يبعثون على نياتهم" (١).

أخرجاه وهو دالٌّ على أن كل أحد يحفظ على قدر نيته، والخسف بالصالح ونحوه ليس خزيًا له، بل لفراغ أجله، كما في حديث البيهقي.

وهذا الحديث والذي قبله لتمييز الأعمال والأشخاص.

ثالثها: حديثها أيضًا مرفوعا: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية" (٢) أخرجاه أيضًا، أي هجرة من مكة أو كاملة.

وهو دال على ديمومية النية، وأنها قرينة الجهاد.

رابعها: حديث جابر مرفوعا: "إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم؟ حبسهم المرض". (٣)

أخرجه مسلم، وأخرجه البخاري من حديث أنس.

خامسها: حديث أبي يزيد معن بن يزيد بن الأخنس الصحابيون قال: "كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها، فوضعها عند رجل في المسجد، فجئت فأخذتها، فأتيته بها فقال: واللَّه ما إياك أردت، فخاصمته إلى رسول اللَّه فقال: "لك ما


= الحديث تنبيهًا للطالب على تصحيح النية، ونقل الخطابي هذا عن الأئمة مطلقًا، وقد فعل ذلك البخاري وغيره. النووي في شرح مسلم [١٣/ ٤٧] طبعة دار الكتب العلمية.
(١) أخرجه البخاري تعليقًا في كتاب الحج [٤٩] باب هدم الكعبة، ومسلم في صحيحه [٤ - (٢٨٨٢)] كتاب الفتن وأشراط الساعة، [٢] باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت، والنسائي [٥/ ٢٠٦ - المجتبى]، والمنذري في الترغيب والترهيب [١/ ٥٧]، وأبو نعيم في حلية الأولياء [٥/ ١١]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٢٧٢٠].
(٢) أخرجه البخاري [٤٣٠٩، ٤٣١٠] كتاب المغازي، [٥٤] باب مقام النبي بمكة زمن الفتح، ومسلم [٨٦ - (١٨٦٤)] كتاب الإمارة، [٢٠] باب المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد والخير، وبيان معنى "لا هجرة بعد الفتح"، والترمذي [١٥٩٠] كتاب السير، باب ما جاء في الهجرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأبو داود في سننه [٢٤٨٠]، وأحمد بن حنبل في مسنده [١/ ٣١٦]، والنسائي [٧/ ١٤٦ - المجتبى]، والبيهقي في السنن الكبرى [٥/ ١٩٥، ٩/ ١٦]، والدارمي [٢/ ٢٣٩]، والحاكم في المستدرك [٢/ ٢٥٧ و ٣/ ١٨].
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [١٥٩ - (١٩١١)] كتاب الإمارة، [٤٨] باب ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر، وابن ماجه [٢٧٦٤]، وأحمد في مسنده [٣/ ١٠٣]، والبيهقي في السنن الكبرى [٩/ ٢٤]، وابن حبان في صحيحه [١٦٢٣ الموارد]، وابن أبى شيبة في مصنفه [١٤/ ٥٤٦]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٣٨١٥، ٣٨١٦]، وعبد الرزاق في مصنفه [٩٥٤٧]، والبيهقي في دلائل النبوة [٥/ ٢٦٧]، والزبيردي في الإتحاف [١٠/ ٧]، والعراقي في المغني [٤/ ٣٥٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>