للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الإصلاح وقوعه بين المتهاجرين، واتقوا اللَّه فيه.

وقال تعالى: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (١).

وروينا من حديث أنس مرفوعًا: "لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد اللَّه إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" (٢) أخرجاه.

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر لكل امرئ لا يشرك باللَّه شيئًا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال اتركوا هذين حتى يصطلحا" (٣). أخرجه مسلم.

وأي مشمت أعظم من تأخير الغفران، وأي مسلم يسهل عليه إعراض الجليل عنه، أو شماتة عدوه به.

وروينا من حديث أبي أيوب مرفوعًا: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" (٤) أخرجاه.

وروينا من حديث جابر مرفوعًا: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم" (٥). أخرجه مسلم.

والتحريش الإفساد وتغيير قلوبهم وتقاطعهم وما أشد ذلك.

قال تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾ (٦) الآية.


(١) سورة المائدة [٢].
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٠٦٥] كتاب الأدب، [٥٧] باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر، ورقم [٦٠٦٧] في الأدب، [٦٢] باب الهجرة. ومسلم في صحيحه [٣٠] كتاب البر والصلة والآداب [٩] باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر. والترمذي في سننه [١٩٣٥] باب البر والصلة، باب ما جاء في الحسد. وأحمد في مسنده [٢/ ٥].
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [٣٦ - (٢٥٦٥)] كتاب البر والصلة والآداب، [١١] باب النهي عن الشحناء والتهاجر. والترمذي في سننه [٧٤٧] والمنذري في الترغيب والترهيب [٢/ ١٢٤]، الهيثمي في مجمع الزوائد [٨/ ٦٦] والزبيدي في إتحاف السادة المتقين [٤/ ٢٥٨].
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٠٧٧] كتاب الأدب، [٦٢] باب الهجرة، ومسلم في صحيحه [٢٥ - (٢٥٦٠)] كتاب البر والصلة والآداب، [٨] باب تحريم الهجر فوق ثلاث، بلا عذر شرعي. وأبو داود في سننه [٤٩١١، ١٦١٤]، والترمذي [١٩٣٢] كتاب البر والصلة، باب ما جاء فى كراهية الهجر للمسلم.
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه [٦٥ - (٢٨١٢)] كتاب صفات المنافقين وأحكامهم [١٦] باب تحريش الشيطان.
(٦) سورة يس [٦٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>