للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ (١).

وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ (٢).

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار" (٣).

أخرجه أبو داود بإسناد على شرط الشيخين، وما أشدة من وعيد.

وروينا من حديث أبي خراش حدرد بن أبي حدرد الأسلمي (٤) مرفوعًا: "من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه" (٥).

رواه أبو داود بإسناد صحيح، وما اشده من تغليظ.

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث فلقيه فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم وخرج المسلم من الهجرة" (٦).

رواه أبو داود بإسناد حسن.

وقال: إذا كانت الهجرة للَّه تعالى فليس من هذا في شيء.

والحاصل أن الحديث الأول: لبيان حكم الهجر.

والثاني: لصفته، والثالث: لما منع من الخير.

والرابع: لما يهضم من الدين، والخامس: لما يجلب من الشرِّ. والسادس: لما


(١) سورة الإسراء [٣٩].
(٢) سورة النساء [٤٨].
(٣) أخرجه أبو داود في سننه [٤٩١٤] كتاب الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم وأوله عن البخاري ومسلم كما تقدم، والترمذي [١٩٣٢] كتاب البر والصلة، باب ما جاء في كراهية الهجر للمسلم، والطبراني في المعجم الكبير [٤/ ١٧١، ١٧٢]، وابن أبي شيبه في مصنفه [٨/ ٣٤١، ٣٤٤].
(٤) حدرد بن أبي حدرد، أبو خراش السلمي ويقال الأسلمي، صحابي له حديث واحد، أخرج له: البخاري في الأدب وأبو داود. ترجمته: تهذيب التهذيب [٢/ ٢١٧]، تقريب التهذيب [١/ ١٥٦]، والكاشف [١/ ٢٠٩]، الجرح والتعديل [٣/ ١٣٩٤]، أسد الغاية [١/ ٤٦٠]، الإصابة [٢/ ٤٤]، الوافي بالوفيات [١١/ ٤٧٩]، الاستيعاب [١/ ٤٠٨].
(٥) أخرجه أبو داود [٤٩١٥] كتاب الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم. وأحمد في مسنده [٤/ ٣٢٠]، والحاكم في المستدرك [٤/ ١٦٣]، التبريزي في مشكاة المصابيح [٥٠٣٦].
(٦) أخرجه أبو داود في سننه [٤٩١٢] كتاب الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم. والبيهقي في السنن الكبرى [١٠/ ٦٣] والمنذري في الترغيب والترهيب [٣/ ٤٥٦]، التبريزي في مشكاة المصابيح [٥٠٣٧]، العجلوني في كشف الخفا [٢/ ٥١٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>