للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو بيان هذا الشر الموقع في أشد الضرر وقد عجز، وهذا خالع للقلوب مقطع للقلوب مقطع للأوصال، ومفتت للأكباد.

وعن أبي طلحة مرفوعًا: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة" (١) أخرجاه.

وعن ابن عمر قال: وعد رسول اللَّه جبريل أن يأتيه، فراث عليه حتى اشتد على رسول اللَّه فخرج فلقيه جبريل فشكى إليه فقال: "إنا لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة" (٢) أخرجه البخاري.

فراث بالثاء المثلثة: أبطأ.

وما أشد هذا الحرمان، فَيُحْرَمُ البركة والإلهام والحماية وعن عائشة قالت: واعد رسول اللَّه جبريل في ساعة أن يأته، فجاءت تلك الساعة ولم يأتيه. (٣).

قالت: وكان بيده عصى فطرحها من يده وهو يقول: "ما يخلف اللَّه وعده ولا رسله"، ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره. فقال: "متى دخل هذا الكلب؟ ".

فقلت: واللَّه ما دريت به، فأمر به فأخرج فجاء جبريل فقال له رسول اللَّه : "فجلست لك فلم تأتيني. فقال: منعنى الكلب الذي في بيتك، إنا لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة" (٤) أخرجه مسلم.


= صحيحه [١٠١ - (٢١١١)] كتاب اللباس، والزينة، [٢٦] باب تحريم صور الحيوان.
(١) أخرجه البخاري في صحيحه [٥٩٤٩] كتاب اللباس، [٨٨] باب التصاوير. ومسلم في صحيحه [٨٣ - (٢١٠٦)] كتاب اللباس والزينة، [٢٦] باب تحريم تصوير صورة الحيوان وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش ونحوه. والنسائي [٧/ ١٨٥، ٨/ ٢١٢ - المجتبي]، وابن ما [٣٦٤٩]، وأحمد في مسنده [٤/ ٢٨]، وابن ابي شيبة [٥/ ٤١٠]، والمنذري في الترغيب والترهيب [٤/ ٤٥].
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه [٥٩٦٠] كتاب اللباس، [٩٤] باب لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة.
(٣) قال العلماء: بسبب امتناعهم من بيت فيه صورة كونها معصية فاحشة وفيها مضاهاة لخلق اللَّه تعالى، وبعضها في صورة ما يعبد من دون اللَّه تعالى، وسبب امتناعهم من بيت فيه كلب لكثرة أكله النجاسات ولأن بعضها يسمى شيطانا وأما هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب أو صورة فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والتبريك والاستغفار، وأما الحفظة فيدخلون في كل بيت ولا يفارقون بني آدم في كل حال لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها.
[النووي في شرح مسلم [١٤/ ٧٢] طبعة دار الكتب العلمية].
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٨١ - (٢١٠٤)] كتاب اللباس والزينة، [٢٦] باب تحريم تصوير صورة الحيوان وتحريم اتخاذ ما فيه صورة ممتهنة بالفرش ونحوه. والمنذري في الترغيب والترهيب [٤/ ٦٨] والطحاوي في مشكل الآثار [١/ ٣٧٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>