للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظرت في الراحة الكبرى فلم أرها … فقال إلا على حسن من التعب.

والجد منها بعيد في تطلبها … وقد تدرك بالتقصير واللعب.

الخامسة عشرة: قال أبو يزيد: جمعت فكري وأحضرت ضميري ومثلت نفسي واقفا بين يدي ربي فقال لي: يا أبا يزيد بأي شيء أحببتني؟.

قلت: يا رب بالزهد في الدنيا.

قال: إنما كان مقدار الدنيا عندي جناح بعوضه.

ففيما زهدت منها؟، قلت: إلهي وسيدي أستغفرك من هذه الحالة جئت بالتوكل.

قال: يا أبا يزيد ألم أكن ثقة فيما ضمنت لك حين توكلت علي، فقلت: إلهي وسيدي أستغفرك من هاتين الحالتين، جئتك بك أو قال بالإفتقار إليك، فقال: عند ذلك قبلناك. وأنشدوا:

دعوه لا تلوموه دعوه … فقد علم الذي لم تعلموه

علم الهدى فسما إليه … وطالب مطلبا لم تطلبوه

أجاب دعاءه لما دعاه … وقام بحقه وأضعتموه.

بنفسي ذاك من ممدوح قرب … وطاعم مطعم لم تطعموه.

<<  <  ج: ص:  >  >>