للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أسأل أن يغاث الناس وكان عام جدب، فأغيثوا ببركته وبركة دعائه.

حكاية ثالثة: قال ابن مسروق (اخترت) (١) أنا وأبو نصر المحب بالكوخ وعليه إزار له قيمة، وإذا بسائل يقول: شفيعي إليكم رسول اللَّه، فشق أبو نصر إزاره ودفع له نصفه، ثم قال: هذا بخيل، فأعطاه الباقي.

حكاية رابعة: عن سلمة بن سلمان قال: جاء رجل إلى ابن المبارك (٢) وسأله أن يقضي عنه دينًا فكتب عبد اللَّه إلى وكيله فقال له الوكيل: كم عليك؟ قال سبعمائة درهم.

فكتبت له بسبعة آلاف، وكتب إلى عبد اللَّه بذلك وأخبره أن الغلال فنيت، فكتب إليه عبد اللَّه إن كانت فنيت فإن العمر أيضا قد فنى، فادفع له ما سبق قلمى به.

خامسا: قال الوليد بن يسار: جاءت امرأة إلى حسان بن أبي سنان فسألته شيئا فقال حسان لشريكه: زن لها درهمين، فوزن لها مائتين، فعتب في ذلك فقال: إني رأيتها شابة وخشيت أن تحملها الحاجة على ما لا ينبغي، فكرهت ذلك.

سادسة: عن حبيب العجمي أنه اشترى نفسه من اللَّه أربع مرات بأربعين ألف درهم، فأخرج عشرة آلاف وقال: يا رب اشتريت منك نفسي بهذه، ثم أخرج مثلها وقال: إلهي إن كنت قبلت الثالثة (٣) فهذه شكرها.

سابعة: عن مالك بن أنس قال: كتبت إلى الليث بن سعد أسأله في قليل عصفر نصبغ به ثياب صبياننا فأرسل إلينا ما صبغنا به ثيابنا وثياب صبياننا وثياب جيراننا، وبعنا الفضلة بألف دينار.

ثامنة: عن شقيق قال: بينا نحن ذات يوم عند إبراهيم بن أدهم إذ مر رجل فقال: إبراهيم أليس هذا فلان؟.

قيل له: نعم، فقال لرجل عنده أدركه وقل له: لم لا تُسلِّم؟. فقال له: قال إن امرأته وضعت وليس عنده شيء، فخرج شبه المجنون قال: فأخبرت إبراهيم فقال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، كيف غفلنا عن صاحبنا حتى نزل به هذا الأمر؟


(١) كذا بالأصل.
(٢) عبد اللَّه بن المبارك بن واضح، أبو عبد الرحمن الحنظلي التميمي مولاهم المروزي، ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير، أخرج له أصحاب الكتب الستة، توفي سنة [١٨١]. [التقريب (١/ ٤٤٥)].
(٣) كذا بالأصل وأظنها: إن كنت قبلت الأولى فهذه شكرها ثم أخرج الثالثة وقال في الرابعة إن كنت قبلت الثالثة فهذه شكرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>