للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللَّه على الأسودين؛ الماء والتمر، وقال: "من أضاف مؤمنا فكأنما أضاف آدم، ومن أضاف اثنين فكأنما أضاف آدم وحواء، ومن أضاف ثلاثة فكأنما أضاف جبريل وميكائيل وإسرافيل، ومن أضاف أربعة فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومن أضاف خمسة فكأنما صلى الخمس جماعة من أول يوم خلق اللَّه الخلق، ومن أضاف ستة فكأنما أعتق ستين رقبة من ولد إسماعيل، ومن أضاف سبعة أُغلقت عنه أبواب جهنم، ومن أضاف ثمانية فتحت له ثمانية أبواب الجنة، ومن أضاف تسعة كُتبت له حسنات بعدد من عصا من أول يوم خلق اللَّه الخلق إلى يوم القيامة، ومن أضاف عشرة كتب له أجر من صلى وصام وحج واعتمر إلى يوم القيامة"" (١) وحكي عن محمد بن سلمان قال: بينما أنا أسير في طريق اليمن إذا أنا بغلام واقف على الطريق وهو يُمجِّد ربه بأبيات من الشعر، يقول:

مليك في السما فيه افتخاري … عزيز القدر ليس به خفاء

فدنوت منه وسلمت عليه فقال: ما أنا برَادٍّ عليك السلام حتى تؤدي من حقي الذي يجب عليك. قلت: وما حقك؟ قال: أنا غلام على مذهب الخليل لا أتغدى ولا أتعشى حتى أسير الميل والميلين في طلب الضيف. فأجبته إلى سؤاله فرحب بي وسرت معه حتى قرُبنا من خيمة شعر، فلما قربنا منها صاح: يا أختاه. فأجابته جارية من الخيمة: لبيك يا أخي. قال: قومي إلى ضيفنا. قالت: حتى أبدأ بشكر المولى الرب الذي سبب لنا هذا الضيف. فقامت وصلت ركعتين شكرًا للَّه، فأدخلني الغلام الخيمة ونامت الصبية داخل الخيمة، فكنت أسمع دوّي القرآن الليل كله بأحسن صوت وأرزنه، فلما أصبحت قلت للغلام: صوت من كان البارحة؟ قال: تلك أختي تُحيي الليل كله إلى الصباح. فقلت له: يا غلام، أنت أحق بهذا العمل من أختك. فتبسم وقال: صدقت، ويحك يا فتى أما علمت أنه موفق ومخذول؟

حكاية ثانية: عن الشيخ أبي الربيع المالقي قال: سمعت بامرأة صالحة في بعض القرى قد اشتهر أمرها، وكان دأبنا أن لا نزور امرأة، فدعت الحاجة إلى زيارتها للاطلاع على كرامة اشتهرت عنها وكانت تدعى بالغضية، فنزلنا القرية التي هي بها فذكر لنا أن عندها شاة تحلب لبنا وعسلا، فاشترينا قدحًا جديدًا لم يوضع فيه شيء،


= (٣٧٤٩)، وأحمد في مسنده (٢/ ٣٥٤)، وابن حبان في صحيحه (١١٤٣، ٢٠٦٦)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ١٧٦).
(١) ذكره الهندي في كنز العمال (٢٥٩٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>