للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نمشي في تلك السِّباخ حتى جئناه، فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول اللَّه وأصحابه الذين معه" (١) أخرجه مسلم. وأي مشقة في فقد النعال وما ذكر معه.

التاسع عشر: حديث عمران بن الحصين مرفوعًا: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". قال عمران: فلا أدري أقال رسول اللَّه بعد قرنه مرتين أو ثلاثة. "ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السِّمَن" (٢) أخرجاه. وفيه بيان ما يؤدي إليه الزائد عن القوت من السمن المذموم والمتعب المقرون بما واسطة عقده يخونون ولا يؤتمنون.

العشرون: حديث أبي أمامة مرفوعًا: "يا ابن آدم، إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسك شر لك، ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى" (٣) أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح. وفيه بيان ما يؤدي إليه إمساك الفضل الذي هو شرٌّ لابن آدم دينا ودنيا، وما زاد على المهم ملوم عليه ما لم يتقرب به سواء تناولته حتى سمنت أو أمسكته وبخلت به على نفسك وغيرك، ولا تلام على كفاف فهو الحسنة بين السيئتين الغلو والتقصير.

الحادي بعد العشرين: حديث عبيد اللَّه بن محصن الأنصاري والخطمي مرفوعًا: "من أصبح منكم آمنا في سِرْبه معافى في جسده عنده قوت يومه، فكأنما


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [١٣ - (٩٢٥)] كتاب الجنائز، [٧] باب في عيادة المرضى.
قال النووي: قال جمهور العلماء في معنى هذا الحديث: المراد بالسمن هنا كثرة اللحم، ومعناه أنه يكثر ذلك فيهم، وليس معناه أن يتمحضوا سمانا، قالوا: والمذموم منه من يستكسبه، وأما من هو فيه خلقة فلا يدخل في هذا، والمكتسب له المتوسع في المأكول والمشروب زائدا على المعتاد. وقيل: المراد بالسمن هنا أنهم يتكثرون بما ليس فيهم ويدعون ما ليس لهم من الشرف وغيره، وقيل: المراد جمعهم الأموال.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٣٦٥٠) كتاب فضائل أصحاب النبي [١] باب فضائل أصحاب النبي ومن صحب النبي أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه، ومسلم في صحيحه [١٤ - (٢٥٣٥)] كتاب فضائل الصحابة، [٥٢] باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، والنسائي (٧/ ١٧، ١٨ - المجتبى)، وأحمد بن حنبل في مسنده (١/ ٤٣٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ٧٤، ١٢٣)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٨)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٨/ ٣٩١).
(٣) أخرجه الترمذي في سننه (٢٣٤٣) كتاب الزهد، باب منه [٣٢] ما جاء في الزهادة في الدنيا.
والحديث أخرجه مسلم في صحيحه [٩٧ - (١٠٣٦)] كتاب الزكاة، [٣٢] باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى، وأن اليد العليا هي المنفقة، وأن السفلى هي الآخذة، والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ١٨٢)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٥٩٠، ٢/ ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>