للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترمذي وقال: حسن صحيح. وفيه أن تأخير الوقت كترك العشاء، ورداءة النوع لا ينافي الكفاف الممدوح.

الخامس بعد العشرين: حديث فضالة بن عبيد "أن رسول اللَّه كان إذا صلى بالناس تخرُّ رجال من قامتهم في الصلاة من الخصَاصَة وهم أصحاب الصُّفَّة حتى يقول الأعراب: هؤلاء مجانين. فإذا صلى رسول اللَّه انصرف إليهم فقال: "لو علمتم ما لكم عند اللَّه لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة"" (١). رواه الترمذي وصححه. والخصَاصَة: الفاقة والجوع الشديد. وفيه بيان مرتبة الخصاصة المتحمَّلة من أجل اللَّه ومن أعظم شأنها وحب إبهامها فلم يعبر عنها إلَّا بقوله: "لو تعلمون" إلى آخره.

السادس بعد العشرين: من حديث المقدام بن معدي كرب مرفوعًا: "ما ملأ آدميٌّ وعاء شرًّا من بطنٍ بحسب ابن آدم أكلات يُقِمْنَ صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لِنَفَسِهِ" (٢) رواه الترمذي وحسنه. وأكلات: أي لُقَم. وفيه ذم الشبع بأبلغ زاجر وأشد محذِّر، وأكثر ما ينبغي الشرّ له ما قسَّمه أثلاثا. وفيه من الإيضاح والحكم ما هو ظاهر عند الفطن.

السابع بعد العشرين: حديث أبي أمامة إياس بن ثعلبة الأنصاري الحارثي (٣) قال: "ذكر أصحاب رسول اللَّه يوما عنده الدنيا فقال رسول اللَّه : "ألا تسمعون ألا تسمعون، إن البَذَاذَةَ من الإيمان، إن البذاذة من الإيمان" (٤) يعني


(١) أخرجه الترمذي في سننه (٢٣٦٨) كتاب الزهد، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي ، وأحمد في مسنده (٦/ ١٨)، والطبراني في المعجم الكبير (١٨/ ٣١٠، ٣١١)، وابن حبان في صحيحه (٢٥٣٨ - الموارد)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٢١٥)، والشجري في أماليه (٢/ ١٨٥)، وأحمد في الزهد (٣٦) والسيوطي في الدر المنثور (١/ ٣٥٨).
(٢) أخرجه الترمذي في سننه (٢٣٨٠) كتاب الزهد، باب ما جاء في كراهية كثرة الأكل، والنسائي في الكبرى، في الوليمة، باب ذكر الذي يستحب للإنسان من الأكل، وابن ماجه (٣٣٤٩)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٣٣١)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥١٩٢)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ١٣٦)، وابن حبان في صحيحه (١٣٤٨).
(٣) إياس بن ثعلبة، أبو أمامة البلوي الأنصاري الحارثي، حليف بني حارثة، قيل اسمه إياس، وقيل عبد اللَّه بن ثعلبة بن عبد اللَّه بن سهل، صحابي له حديث واحد، أخرج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة.
ترجمته: تهذيب التهذيب (١/ ٣٨٧)، تقريب التهذيب (١/ ٨٧)، والوافى بالوفيات (٩/ ٤٦٢)، والإصابة (١/ ٦٦٤)، والاستيعاب (١/ ١٢٨).
(٤) أخرجه أبو داود في سننه (٤١٦١) كتاب الترجل في مقدمته، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٤٣٤٥)، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>