للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متوقد بالنور من زيتونة … تسقي سراجًا فاق كل سراج

غيره:

واخجلة العبد من إحسان سيده … يا حيرة القلب من ألطاف (١) معناه

واحسرة الطرف (٢) لم ينظر لجانبه … من المعاصي ولا يرضى بها اللَّه

وكم أسأت وبالإحسان عاملني … وأخجلني وأحناي حين ألقاه

وكم له من أياد غير واحدة … وافت إليّ لعلمي أنه اللَّه

بلطفه وبفضل منه عرفتني … في حبه كيف أرجوه وأخشاه

يا نفس كم بخفي اللطف عاملني … وقد رآني على ما ليس يرضاه

يا نفس توبي من العصيان وانزجري (٣) … فقد كفى ما جرى لي حسبي اللَّه

غيره:

يا نفس توبي فإن الموت قد حانا … واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانا

أما ترى للمنايا (٤) كيف تلقطنا … لقطا وتلحق أخرانا بأولانا

في كل يوم لنا ميت نشيعه … نفسي مصرعة آثار موتانا

يا نفس ما لي والأموال أتركها … خلفي وأخرج من دنياي عريانا

ما بالنا نتعامى عن مصائرنا … ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا

كم قد رأينا أناسا صالحين مضوا … موتى وقد سلبوا دينا وإيمانا

فاستبدلوا الكفر بالإيمان (٥) وانقلبوا … بسوء خاتمة في الموت إعلانا


(١) اللطف: الهدية، جمعها ألطاف.
(٢) طرف البصر طرفًا، تحرك جفناه وعييه وبهما: حرك جفنيه.
(٣) زجر: الكلب وغيره وزجر به زجرًا، كفه، وفلانًا عن كذا: منعه ونهاه وانتهره.
(٤) المنية: الموت، جمعها منايا.
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه [١١ - (٢٦٥١)] كتاب القدر، [١] باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه، عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه قال: "إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة"، وقال النووي: إن هذا قد يقع في نادر الناس لا أنه غالب فيهم، ثم إنه من لطف اللَّه -تعالى- وسعة رحمته انقلاب الناس من الشر إلى الخير في كثرة، وأما انقلابهم من الخير إلى الشر ففي غاية الندور ونهاية القلة، وهو نحو قوله تعالى: (إن رحمتي سبقت غضبي وغلبت غضبي). النووي في شرح مسلم [١٦/ ١٥٨] طبعة دار الكتب العلمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>