للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروينا من حديث سهل بن ساعد الساعدي، أن النبي قال لعلي: "فواللَّه لأن يهدي اللَّه بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم" (١) أخرجاه.

وروينا من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، أن النبي قال: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" (٢) أخرجه البخاري.

وهو إذن كريم لمن علم شيئًا، وإن قلّ أن يبلغه، ففيه بشرى كونه وارث النبي وقائمًا مقامه في بعض التبليغات.

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل اللَّه له طريقًا إلى الجنة" (٣) أخرجه مسلم.

ويحتمل أن يكون المراد الطريق الحسية والمعنوية، وهو الطرق الموصلة من تكرير وحفظ، ومطالعة ومراجعة، ومذاكرة ومدارسة، ونحو ذلك.

وروينا من حديثه أيضًا مرفوعًا: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا" (٤) أخرجه مسلم. وفيه بشرى بالنجاة


(١) أخرجه البخاري [٣٧٠١]، كتاب فضائل أصحاب النبي [٩] باب مناقب علي بن أبي طالب، ومسلم [٣٤ - (٢٤٠٦)] كتاب فضائل الصحابة، [٤] باب من فضائل علي بن أبي طالب ، قال النووي: هي الإبل الحمر وهي أنفى أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء وأنه ليس هناك أعظم منه، وتشبيه أمور الآخرة بأعراض الدنيا إنما هو للتقريب من الأفهام، وإلا فذرّة من الآخرة الباقية خير من الأرض بأسرها وأمثالها معها لو تصورت، وفي هذا بيان فضيلة العلم والدعاء إلى الهدى وسن السنن الحسنة. انظر النووي في شرح مسلم [١٥/ ١٤٥] طبعة دار الكتب العلمية.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه [٣٤٦١]، كتاب أحاديث الأنبياء، [٥٢] باب ما ذكر عن بني إسرائيل، والترمذي في سننه [٢٦٦٩] كتاب العلم، باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل، والدارمي في سننه [١/ ١٣٦]، وأحمد في مسنده [٢/ ١٥٩]، والقضاعي في مسند الشهاب [٦٦٢]، والخطيب في تاريخ بغداد [١٣/ ١٥٧]، والشجري في أماليه [١/ ١٠، ٦٥]، وعبد الرزاق في مصنفه [١٠١٥٧].
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [٣٨ - (٢٦٩٩)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، [١١] باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، والترمذي [٢٦٤٦، ٢٦٨٢، ٢٩٤٥]، وأبو داود [٣٦١٤]، وابن ماجه [٢٢٣، ٢٢٥].
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [١٦ - (٢٦٧٤)] كتاب العلم، [٦]، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، وأبو داود في السنة، باب [٦]، والترمذي في سننه [٢٦٧٤]، وابن ماجه في سننه [٢٠٦]، وأحمد في مسنده [٢/ ٣٩٧]، والدارمي في سننه [١/ ١٣١]، والمنذري في الترغيب والترهيب [١/ ١٢٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>