للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أولها: حديث أبي مالك الحارثي الأشعري الطويل، وفيه: "والصبر ضياء" (١) أخرجه مسلم.

إذا وجد حصل الفرج والوضأة، وإثابة سبل السلامة، واندار مهاوي الردى.

ثانيها: حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "ومن يتصبر يصبره اللَّه، وما أعطى أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر" (٢) متفق عليه.

وإذا حصل الوسع، فأي ضيق أو ضيم يوجد معه؟!!

ثالثها: حديث أبي يحيى صهيب بن سنان مرفوعا: "عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له" (٣) رواه مسلم.

فكأنه يقلب ضرَها ونفعها، وأعظم بذلك وصفًا ووضعًا.

رابعها: حديث أنس: "لما ثقل رسول اللَّه جعل يتغشاه الكرب، فقالت فاطمة: واكرب أباه، فقال: "ليس على أبيك كرب بعد اليوم" (٤) رواه البخاري.


= والصبر أيضًا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا، والمراد أن الصبر محمود لا يزال صاحبه مستضيئًا مهتديًا مستمرًا على الصواب، قال إبراهيم الخواص: الصبر هو الثبات على الكتاب والسنة، وقال ابن عطاء: الصبر الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، وقال الأستاذ أبو علي الدقاق - رحمه اللَّه تعالى: حقيقة الصبر أن لا يعترض على المقدور. النووي في شرح مسلم [٣/ ٨٦] طبعة دار الكتب العلمية.
(١) أخرجه مسلم في صحيحه [١ - (٢٢٣)] كتاب الطهارة، [١] باب فضل الوضوء، والترمذي [٣٥١٧]، كتاب الدعوات، والنسائي في عمل اليوم والليلة، باب نوع آخر ذكر حديث كعب بن عجرة في المعجمات [ص ٧١]، وابن ماجه [٢٨٠]، وأحمد في مسنده [٥/ ٣٤٢، ٣٤٣]، والبيهقي في السنن الكبرى [١/ ٤٢]، وأبو عوانة في مسنده [١/ ٢٢٣]، وابن أبي عاصم في السنة [٢/ ٥٢٣]، وابن حبان في صحيحه [٢٣٣٦ - الموارد]، والسيوطي في الدر المنثور [١/ ١٢]، والزبيدي في الإتحاف [٢/ ٣٠٤، ٥/ ١٥].
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه [١٤٦٩] كتاب الزكاة، [٥٢] باب الاستعفاف عن المسألة، ومسلم في صحيحه [١٢٤ - (١٠٥٣)] كتاب الزكاة، [٤٢] باب فضل التعفف والصبر، وأبو داود في الزكاة، باب [٢٩]، والترمذي في سننه [٢٠٢٤] كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الصبر، وأحمد في مسنده [٣/ ١٢، ٩٣].
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [٦٤ - (٢٩٩٩)] كتاب الزهد والرقائق، [١٣] باب المؤمن أمره كله خير، والمنذري في الترغيب والترهيب [٤/ ٢٧٨]، والزبيدي في الإتحاف [٩/ ١٤٠]، والشجري في أماليه [٢/ ٢٧٩]، وأحمد في مسنده [٥/ ٢٤]، والدارمي في السنن [٢/ ٣١٨].
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه [٤٤٦٢]، كتاب المغازي، [٨٥]، باب مرض النبي ووفاته، وقول اللَّه تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١)﴾، والتبريزي =

<<  <  ج: ص:  >  >>