للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو دال على بدء الشدائد، وإفضال العوائد.

خامسها: حديث أسامة: "أرسلت بنت رسول اللَّه إن ابني قد احتضر، فأرسل إليها فلتصبر ولتحتسب (١) متفق عليه.

فليس للعبد سوى الصبر، لينال الرحمة والثواب في المحيا والممات.

سادسها: حديث صهيب في قصة الغلام مع الساحر والراهب. (٢) أخرجه مسلم بطوله.

وهو دال على أن من كان على الحق لا يضره نبال ولا منشار ولا نار بقدرة الجبار.

سابعها: حديث أنس: "مر بامرأة تبكي عند قبر، وفي لفظ على صبي لها، فقال: "اتقي اللَّه واصبري" فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمثل مصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه رسول اللَّه، فأتت بابه فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى". (٣) متفق عليه.

وهو دال على بيان أهم أوقات الاعتناء به، والشارع أقرَّها على قولها: إليك عني، وما أقواه من تجني.

ثامنها: حديث أبي هريرة مرفوعا: "يقول اللَّه -تعالى- ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفته من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة" (٤) رواه البخاري.


= في مشكاة المصابيح [٥٩٦١].
(١) أخرجه البخاري في صحيحه [١٢٨٤] كتاب الجنائز، [٣٢] باب قول النبي : "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته"، ومسلم في صحيحه [١١ - (٩٢٣)] كتاب الجنائز، [٦] باب البكاء على الميت، والنسائي في الجنائز باب [٢١]، وأحمد في مسنده [٥/ ٢٠٤]، والبيهقي في السنن الكبرى [٤/ ٦٥]، وعبد الرزاق في مصنفه [٦٦٧٠]، والبخاري في الأدب المفرد [٥١٢]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [١٧٢٣].
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٧٣ - (٣٠٠٥)] كتاب الزهد والرقائق، [١٧] باب قصة الأخدود والساحر والراهب والغلام، عن صهيب.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه [١٢٨٣]، كتاب الجنائز، [٣١]، باب زيارة القبور، ومسلم في صحيحه [١٥ - (٦٢٦)] كتاب الجنائز، [٨]، باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى، قال النووي: معناه الصبر الكامل الذي يترتب عليه الأجر الجزيل لكثرة المشقة فيه، وأصل الصدم الضرب في شيء صلب، ثم استعمل مجازًا في كل مكروه حصل بغتة.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٤٢٤] كتاب الرقاق، [٦] باب العمل الذي يبتغي به وجه اللَّه -تعالى- وأحمد في مسنده [٢/ ٤١٧]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [١٧٣١].

<<  <  ج: ص:  >  >>