للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيهما بإسناد حسن عنه (١) "أتموا المقدم ثم الذي يليه فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر".

وفيهما أيضًا بإسناد على شرط مسلم من حديث عائشة: "إن اللَّه وملائكته يصلون على ميامن الصفوف".

وفيهما من حديث أبي هريرة: "وسطوا الإمام وسدوا الخلل" (٢).

وفي صحيح مسلم من حديث البراء كنا إذا صلينا خلف رسول اللَّه أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، فسمعته يقول: "رَبٌ قنى عذابك يوم تَبعثُ عبادك" (٣). وحاصل هذه الأحاديث فضل إتمام الصفوف وفضل أولها وتسويتها وتراصِّها وميامنها وتوسط الإمام والترغيب في إتمامها والأمر والتحضيض وهما في الحديث الثالث عشر.

والأول والثاني مرغب في الصف الأول إجمالًا والثالث تفصيلًا: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (٢٤)[الحجر: ٢٤]، والتهاون عن تخالف القلوب اعتقادًا وتباغضًا (٤) كما في الحديث الخامس.

وإحراز إتمام الصلاة وإقامتها المطلوبة كما في السادس، والحرص على تحسين ما يحب اللَّه ورسوله كما في السابع، والاحتراز عن المخالفة بين الوجوه، وسحائم


(١) أخرجه أبو داود في سننه (٦٧١) كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف، والنسائي (٢/ ٩٣ - المجتبى)، وأحمد بن حنبل في مسنده (٣/ ١٣٢، ٢٢٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ١٠٢)، وابن حبان في صحيحه (٣٩٠ الموارد).
(٢) أخرجه أبو داود في سننه (٦٨١) كتاب الصلاة، باب مقام الإمام من الصف، وابن ماجه (١٠٠٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ١٠٣)، وابن حبان في صحيحه (٣١٩٣ - الموارد)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (١٠٩٦).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [٦٢ - (٧٠٩)] كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٨ - باب استحباب يمين الإمام، وأبو داود (٦١٥) كتاب الصلاة، باب الإمام ينحرف بعد التسليم، والترمذي في سننه (٣٣٩٨، ٣٣٩٩)، وأحمد في مسنده (٤/ ٢٩٠، ٢٩٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ١٨٢)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٣٢١)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٩/ ٧٥)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٢/ ٣٤٤).
(٤) في قوله : "لتسون صفوفكم أو ليخالفن اللَّه بين وجوهكم" قيل: معناه يمسخها ويحولها عن صورها لقوله : "يجعل اللَّه تعالى صورته صورة حمار"، وقيل: يغير صفاتها والأظهر واللَّه أعلم أن معناه يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب كما يقال تغير وجه فلان عليَّ أي ظهر لي من وجهه كراهة لى وتغير قلبه عليَّ لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن. [النووي في شرح مسلم (٤/ ١٣١) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>