للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه اهتمام شديد بأمرهما وحثهما على الصلاة والاستنكار لتركه وتعجب من الإخلال به (١).

وروينا فيهما أيضًا من حديث سالم عن أبيه أن رسول اللَّه قال: "نعم الرجل عبد اللَّه، لو كان يصلي من الليل" (٢).

قال سالم: فكان عبد اللَّه بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلًا.

فتمنى ذلك له، فدل على الاعتناء به وقد جَدَّ فيه، ومن حديث عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا "يا عبد اللَّه لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل، فترك قيام الليل" (٣).

يحتمل إنه كان يقومه كله، فمل فترك ما وظَّفه على نفسه أو تركه جملة من باب من طلبه كله فاته كله، ويحتمل أنه ترك القيام، فلا تك مثله في الترك.

وروينا فيهما من حديث ابن مسعود قال: ذُكِرَ عند رسول اللَّه رجل نام ليلة حتى أصبح، قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه" أو قال: "في أذنه" (٤).


= والنوافل من غير إيجاب وطرق النبي فاطمة وعليا. . ليلة للصلاة، ومسلم في صحيحه [٢٠٦ - (٧٧٥)] كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٢٨ - باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح.
(١) قال النووي في قوله: "سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول: " ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾ " المختار في معناه أنه تعجب من سرعة جوابه وعدم موافقته له على الاعتذار بهذا، ولهذا ضرب فخذه، وقيل: قاله تسليمًا لعذرهما وأنه لا عتب عليهما، وفي هذا الحديث الحث على صلاة الليل وأمر الإنسان صاحبه بها وتعهد الإمام والكبير رعيته بالنظر في مصالح دينهم ودنياهم. [النووي في شرح مسلم].
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (١١٢٢) كتاب التهجد، ٢ - باب فضل قيام الليل، ومسلم في صحيحه [١٤٠ - (٢٤٧٩)] كتاب فضائل الصحابة، ٣١ - باب من فضائل عبد اللَّه بن عمر .
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (١١٥٢) كتاب التهجد، ١٩ - باب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه، ومسلم في صحيحه [١٨٥ - (١١٥٩)] كتاب الصيام ٣٥ - باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فَوَّت به حقًا أو لم يفطر العيدين والتشريق.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (١١٤٤) كتاب التهجد، ١٣ - باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه، ورقم (٣٢٧٠) كتاب بدء الخلق، ١١ - باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم في صحيحه [٢٠٥ - (٧٧٤)] كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٢٨ - باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح.
قال النووي: اختلفوا في معناه فقال ابن قتيبة: معناه أفسده يقال بال في كذا إذا أفسده، وقال المهلب والطحاوي وآخرون: هو استعارة وإشارة إلى انقياده للشيطان وتحكمه فيه وعقده على قافية رأسه: عليك ليل طويل، وإذلاله له، وقيل: معناه استخف به واحتقره واستعلى عليه؛ يقال لمن استخف بإنسان وخدعه: بال في أذنه وأصل ذلك في دابة تفعل لك بالأسد إذلالًا له، وقال الحربي: معناه ظهر عليه وسخر منه. [النووي في شرح مسلم (٦/ ٥٧) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>