للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحتمل منعه ذلك عن القيام وذمَّه لتعاطي ما يُمكِّن به منه الشيطان حتى عطَّل عليه الخير العظيم.

ويحتمل أن نومه سبب بول الشيطان، وغير خاف أن بوله مفسد لقوة السمع النافع من قرآن وغيره، وإنها لمصيبة ما مثلها: ﴿إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (٢١٢)[الشعراء: ٢١٢].

ورواية البخاري مؤذنة بأن الرجل لم يُصلِّ العشاء نفسها. وروينا فيهما أيضًا من حديث أبي هريرة مرفوعًا "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عُقد إذا نام بكل عقدة يضرب: عليك ليل طويل، فإذا استيقظ فذكر اللَّه انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان، فإذا صلى انحلت العقد، فأصبح نشيطًا طيِّب النفس وإلَّا أصبح خبيث النفس كسلان" (١).

قافية الرأس آخره.

والنشاط ذكر للترغيب في القيام، كما أن ضده للتنفير من تركه المفسدة بالخبث للنفس الباطنة وبالكسل للأعضاء الظاهرة.

وروينا في جامع الترمذي وقال حسن صحيح من حديث عبد اللَّه بن سلام قال: "يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام، وصلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام" (٢).

وما أحسن هذا وأجمعه للسعادتين الشامل لهما قوله : ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ (٣) ناهيك به فوزًا.

وروينا في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر اللَّه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة، صلاة الليل" (٤).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (١١٤٢) كتاب التهجد، ١٢ - باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل بالليل، ومسلم في صحيحه [٢٠٧ - (٧٧٦)] كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٢٨ - باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، وأبو داود في سننه (١٣٠٦)، وابن ماجه (١٣٢٩) وأحمد في مسنده (٢/ ٢٤٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٥٠١، ٣/ ١٥)، وابن خزيمة في صحيحه (١١٣١).
(٢) أخرجه الترمذي في صحيحه (٢٤٨٥)، (٣٢٥١)، وابن ماجه في سننه (١٣٣٤)، والحاكم في المستدرك (٣/ ١٣١، ٤/ ١٦٠) وأحمد مسنده (٥/ ٤٥١)، وابن أبى شيبة في مصنفه (٨/ ٤٣٦)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٤٢٥)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (١٩٠٧) وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٥٦٩).
(٣) سورة آل عمران (١٨٥).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٠٢ - (١١٦٣)] كتاب الصيام، ٣٨ - باب فضل صوم المحرم، وأبو =

<<  <  ج: ص:  >  >>