أبشر فقد نلت ما ترجو من مَلِكٍ … بَرٍّ يجود بأفضال وفرجات
غدًا تراه غير محتجب … تدنى إليه وتحظى بالتحيات
قال: ثم شهق شهقة خرَّ ميتًا رحمة اللَّه عليه ونفعنا به آمين.
الثامنة: عن بعض العارفين قال: نمت عن حزبي فرأيت في المنام جارية حسناء لم أر أحسن منها وجهًا ولا أطيب منها ريحًا، فناولتني رقعة في يدها فقالت: اقرأ ما فيها، فقرأته فإذا هو:
لذذت بنومه عن خير عيش … مع الوالدان في غرف الجنان
تعيش مُخلَّدًا لا موت فيها … وتبقى الجنان مع الحسان
تيقظ من منامك إن خيرًا … من النوم التهجد بالقرآن
قال: فاستيقظت مرعوبًا، فواللَّه ما ذكرتها قط إلا طار نومي.
التاسعة: قال مُضر القاري: كان رجل من العباد قلَّ ما ينام بالليل فغلبته عيناه ذات ليلة، فنام عن حزبه، فرأى فيما يرى النائم كأن جارية وقفت عليه كأن وجهها القمر المستنير ومعها رق فيه كتاب.
فقالت: أتقرأ أيها الشيخ؟ قال: نعم، قالت: فاقرأ هذا الكتاب.
قال: فأخذته من يدها ففتحته، فإذا فيه مكتوب:
آلمتك لذة نوم عن نعيم غدًا … مع الخيِّرات في غرف الجنان
تعيش مُخلَّدًا لا موت فيها … وتنعم في الجنان مع الحسان
قال فواللَّه ما ذكرتها إلا ذهب عني النوم.
العاشرة: عن أحمد بن أبي الحوارى ﵀ قال: قال لي أبو سليمان الداراني: يا أحمد إني مُحدثك بحديث فلا تُحدِّث به حتى أموت، نمت الليلة عن وردي فإذا أنا بحوراء نبَّهتنى وتقول: يا أبا سليمان أتنام وأنا أربي لك في الخدور منذ خمسمائة عام؟ وسمعته يقول: بينما أنا ساجد إذ ذهب بي النوم، وإذا أنا بها يعنى الحوراء قد ركضتنى برجلها وقالت: حبيبي أترقُد عيناك، والملك يقظان ينظر إلى المتهجدين في تهجدهم بؤسًا لعين آثرت لذَّة نوم على مُناجاة العزيز. قُم فقد دنا الفراغ، ولقى المحبُّوبون بعضهم بعضًا، فما هذا الرقاد حبيبي وقُرَّة عيني، أترقد عيناك وأنا أُربي لك في الخدور (١) منذ كذا وكذا، فوثبت فزعًا وقد عرقت استحياء
(١) الخدْرُ: كل ما وَاراك من بيت ونحوه، وستر يُمدُّ للمرأة في ناحية البيت. وجمعها: خدور، وأخدار.