للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال مجاهد: هى منافع الدنيا والآخرة.

وعن جماعات من السلف أنهم قالوا في تفسيرها: غُفر لهم ورب الكعبة، إذ المخاطب بهذه الآية إبراهيم، فقال: رب أين يبلغ نِداي؟ فقال تعالى: عليك النداء وعليَّ البلاغ.

فصعد إبراهيم على المقام وقال: عباد اللَّه أجيبوا داعي اللَّه. فأجابه من في أصلاب الرجال وأرحام النساء: لبيك داعي ربنا، لبيك.

فيقال: إنه لا يحج إلا من أجاب هذه الدعوة.

وروى إن أول من أجابه أهل اليمن.

وأول من حج آدم ، حج أربعين سنة من الهند ماشيًا (١)، وما من نبي إلا حجَّه.

الثالثة: قوله تعالى: ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾ (٢).

أي قوامًا لهم في أمر دينهم ودنياهم، فلا يزال في الأرض دين ما حجَّت، وعندها المعاش والمكاسب.

وقال الحسن وغيره في قوله تعالى: ﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (٣).

إنه طريق مكة.

والمعنى: أصدَّهم عن الحج.

ويؤيده ما روى عن أنس مرفوعًا: "إن لإبليس لعنه اللَّه شياطين ومردة يقول لهم: عليكم بالحجاج والمجاهدين، فأضلوهم عن السبيل" (٤).


(١) قوله تعالى: ﴿يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ﴾ [الحج: ٢٧] الآية قد يستدل بهذه الآية من ذهب من العلماء إلى أن الحج ماشيًا لمن قدر عليه أفضل من الحج راكبًا لأنه قدمهم في الذكر فدل على الاهتمام بهم وقوة هممهم وشدة عزمهم، والذي عليه الأكثرون أن الحج راكبًا أفضل اقتداء برسول فإنه حج راكبًا مع كمال قوته [تفسير ابن كثير (٣/ ٢٢٢)].
(٢) سورة المائدة (٩٧).
(٣) سورة الأعراف (١٦).
يخبر تعالى أنه لما أنظر إبليس ﴿إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [الأعراف: ١٤]، واستوثق إبليس بذلك أخذ في المعاندة والتمرد فقال: ﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦)﴾ أي: كما أغويتني، قال ابن عباس: كما أضللتني، وقال غيره كما أهلكتني لأقعدن لعبادك الذين تخلقهم من ذرية هذا الذي أبعدتني بسببه على ﴿صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الأعراف: ١٦] أي: طريق الحق وسبيل النجاة ولأضلنهم عنها لئلا يعبدوك ولا يوحدوك بسبب إضلالك إياى. [تفسير ابن كثير (٢/ ٢٠٩)].
(٤) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٢١٥)، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين (٧/ ٢٨٨)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>