للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا في صحيح البخاري من حديث ابن عمر مرفوعًا: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصيب دمًا حرامًا" (١).

وما أخشى أن يكون هذا إنذارًا بسوء الخاتمة.

﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ﴾ (٢) ﴿ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ (٣).

وروينا فيه أيضًا من حديث خولة بنت عامر الأنصارية (٤) وهي امرأة حمزة وعنها قالت: سمعت رسول اللَّه يقول: إن رجالا يتخوضون في مال اللَّه بغير حق، فلهم النار يوم القيامة" (٥) أي لأن خصمه اللَّه، ﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ (٦).

ومدار ما ذكرناه من الأحاديث على عشر مهمات.

بيان تحريم الظلم وخاصيته وسببه، وأن نفعه وهمي وقليل، وضرره متعدد كثير، وسوء حال الظالم والاعتبار بالمظلوم.

والتنبيه على ما لم يحسب ظلمًا أو يحسب أنه يخلص وما به التخلص، وبيان أهله وما يؤول إليه أمرهم أو بيان أنواعه وما فيه من الحسرة الناجمة عنه، وما لا يحله باطلًا، وإن سُلِّط عليه ظاهرًا، وظلم لا فسحة للدين معه، وحكم ما لا يطالب به.

إلا الرب .


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٦٨٦٢) كتاب الديات، باب قول اللَّه تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾، وأحمد في مسنده (٢/ ٩٤)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٣٥١) والتبريزي في مشكاة المصابيح (٣٤٤٧).
(٢) سورة التوبة (٧٧).
(٣) سورة البقرة (٦١)، آل عمران (١١٢)، المائدة (٧٨).
(٤) خولة بنت ثامر الخولانية، البخارية الأنصارية، صحابية زوج حمزة بن عبد المطلب، ولدها حديث، أخرج لها: البخاري والترمذي. ترجمتها: تهذيب التهذيب (١٢/ ٤١٤)، وتقريب التهذيب (٢/ ٥٩٦)، وأسد الغابة (٧/ ٩١)، والثقات (٣/ ١١٦)، والاستيعاب (٤/ ١٣٨٠)، والإصابة (٧/ ٦١٧) والكاشف (٣/ ٤٦٩)، والخلاصة (٣/ ٣٨١) وأسماء الصحابة الرواة (٥٣٨).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه (٣١١٨) كتاب فرض الخمس، ٧ - باب قول اللَّه تعالى: ﴿فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾ يعني للرسول قسم ذلك.
وأحمد في مسنده (٦/ ٤١٠)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٣٧٤٦، ٣٩٩٥).
(٦) سورة فاطر (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>