للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللَّه وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد اللَّه ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة والنار حق أدخله اللَّه الجنة على ما كان من العمل". أخرجاه.

ولمسلم: "من شهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه حرم اللَّه عليه النار" (١).

وهو دال على إيجاب الجنة، وتحريم النار على من وحَّد، وهو سبب رجاء أصل النجاة.

الحديث الثاني: حديث أبي ذر مرفوعًا: يقول اللَّه : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة سيئة مثلها، أو أغفر، ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يُشرك بي شيئًا، لقيته بمثلها مغفرة" (٢). أخرجه مسلم.

ومعناه من تقرب إلي بطاعتي، تقربت إليه برحمتي (٣) وإن زاد زدت، وإن أسرع في طاعتي صببت عليه رحمتي وسبغته بها، ولم أُحُوِجْه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود.

والقُراب: بضم القاف على الأشهر، وهو أفصح من الكسر، والمعنى ما يقارب ملئها.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٤٧ - (٢٩)] كتاب الإيمان، ١٠ - باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجة قطعًا، والترمذي في سننه (٢٦٣٨)، والنسائي (٧/ ٧٦ - المجتبى)، وأحمد في مسنده (٥/ ٣١٨)، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين (١٠/ ٣٣٢، ٥٦٢)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٤١٣)، والسيوطي في الدر المنثور (٦/ ٦٣).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٢ - (٢٦٧٥)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، ٦ - باب فضل الذكر والدعاء، والتقرب إلى اللَّه تعالى.
والتبريزي في مشكاة المصابيح (٢٢٦٥)، والطبراني في المعجم الكبير (٩/ ١٤٠)، والحاكم في المستدرك (١/ ٤٠٦).
(٣) قوله تعالى: "وإذا تقرب مني ذراعًا تقربت إليه باعًا" الباع والبوع بضم الباء، والبوع بفتحها كله بمعنى وهو طول ذراعي الإنسان وعضديه وعرض صدره، قال الباجي: وهو قدر أربعة أذرع، وهذا حقيقة اللفظ، والمراد بها في هذا الحديث المجاز.
وقوله تعالى: "فله عشر أمثالها أو أزيد" معناه أن التضعيف بعشرة أمثالها لا بد بفضل اللَّه ورحمته ووعده الذي لا بخلف والزيادة بعد بكثرة التضعيف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة يحصل لبعض الناس دون بعض على حسب مشيئة اللَّه . [النووي في شرح مسلم (١٧/ ١٠، ١١) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>