أخرى: قال مجاهد فيما حكاه أبو يحيى: يؤمر بالعبد إلى النار يوم القيامة فيقول: يا رب ما كان هذا ظني. فيقول اللَّه تعالى: ما كان ظنك؟ فيقول: أن تغفر لي.
فيقول: خلُّوا سبيله. ويدخله الجنة (١).
الثالثة: حكي أنه كان رجل يشرب الخمر مع جمع من ندمائه، فدفع إلى غلامه أربعة دراهم وأمره أن يشتري بها شيئًا من الفواكه للمجلس فمرّ الغلام بباب منصور بن عمار، وهو يسأل لفقير شيئًا ويقول: من يدفع له أربعة دراهم أدعو له أربع دعوات. فدفع الغلام الدراهم إليه. فقال منصور: ما الذي تريد أن أدعو لك؟
فقال: يا سيدي إن لي سيدًا أريد أن أتخلص من مملكته.
فدعا له، وقال: الأخرى.
قال: أن يخلف اللَّه على دراهمي.
فدعا له، ثم وقال: الأخرى.
قال: أن يتوب اللَّه على سيدي.
فدعا له، ثم وقال: الأخرى.
قال: أن يغفر اللَّه لي ولسيدي ولك وللقوم.
فدعا منصور ورجع الغلام إلى سيده.
فقال: ما أبطأك؟ فقصّ عليه القصّة.
فقال له: وبما دعا؟
قال: إن تعتقني.
قال: اذهب فأنت حُرٌّ لوجه اللَّه.
وإيش الثانية؟، قال: أن يخلف اللَّه عليَّ دراهمي.
قال: لك أربعة آلاف درهم.
وإيش الثالثة؟ قال: أن يتوب اللَّه عليك.
قال: تبت إلى اللَّه. قال: وإيش الرابعة؟ قال: أن يغفر اللَّه لي ولك وللمذكور وللقوم.
(١) قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (١٥٦)﴾ [الأعراف]. وقال تعالى: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾ [غافر: ٧]. وقال تعالى: ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٧٤)﴾ [آل عمران].