للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الجوهري: الفرسن من البعير كالحافر من الدابة.

قال: وربما أستعير للشاة، فترك الاحتقار من كرم النفس به يحصل كمال الأدب وطرح النفس.

الحديث التاسع: عنه عن النبي قال: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا اللَّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" متفق عليه (١).

البضع: من ثلاثة إلى تسعة، بكسر الباء، قد تفتح، والشعبة: القطعة، وهو بيان لأنواع الشعب منوعة إلى العقائد والأعمال والأحوال، وبها يخلص من النصب.

الحديث العاشر: عنه أن رسول اللَّه قال: بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش (٢).

فقال الرجل: "لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي (٣)، فسقي الكلب فشكر اللَّه له، فغفر له".


= القليل لاحتقاره، وأحمد في مسنده (٤/ ٦٤، ٥/ ٣٧٧)، ومالك في الموطأ (٩٣١)، والزبيدي في الإتحاف (٩/ ٣٠٣).
(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٩) كتاب الإيمان، ٣ - باب أمور الإيمان، ومسلم في صحيحه [٥٨ - (٣٥)] كتاب الإيمان ١٢ - باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها، وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان.
قال النووي: قال القاضي عياض وغيره من الشراح: إنما جعل الحياء من الإيمان وإن كان غريزة لأنه قد يكون تخلقًا واكتسابًا كسائر أعمال البر، وقد يكون غريزة ولكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونية وعلم، فهو من الإيمان بهذا، ولكونه باعثًا على أفعال البر ومانعًا من المعاصي.
وقوله "وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" أي تنحته وإبعاده، والمراد بالأذى كل ما يؤذي من حجر أو مدر، أو شوك أو غيره. [النووي في شرح حديث مسلم (٢/ ٦) طبعة دار الكتب العلمية].
(٢) قوله "فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش" أما الثرى فالتراب الندى، ويقال: لهث بفتح الهاء وكثرها يلهث بفتحها لا غير لهثًا بإسكانها.
والاسم اللهث بفتحها واللهاث بضم اللام، ورجل لهثان وامرأة لهثى كعطشان وعطشى وهو الذي أخرج لسانه من شدة العطش والحر.
(٣) "حتى رَقِي فسقي الكلب": يقال رقي بكسر القاف على اللغة الفصيحة المشهورة، وحكى فتحها وهى لغة طئ في كل ما أشبه هذا. [النووي في شرح مسلم (١٤/ ٢٠٢، ٢٠٣) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>