للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن العبد أن يَأكُل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها" (١). رواه مسلم.

والأكلة بفتح الهمزة وهى الغدوة أو العشوة وهو دال على أن الحمد يجلب الرضوان وأي شيء أسلم من هذا، فقد ظهر عظيم أجره وبان.

الخامس والعشرون: عن أبي موسى ، عن النبي قال: (٢) "على كل مسلم صدقة" قيل أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق".

قال: قيل: أرأيت إن لم يستطع؟

قال: "يعين ذا الحاجة الملهوف"

قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟

قال: "يأمر بالمعروف أو الخير"

قال: أرأيت إن لم يفعل؟

قال: "يُمسك عن الشرِّ فإنها صدقة" (٣). متفق عليه.

وهو دال على تنوع المراتب، ولا راتبه وراء الإمساك.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٨٩ - (٢٧٣٤)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، ٢٤ - باب استحباب حمد اللَّه تعالى بعد الأكل والشرب، والترمذي في سننه (١٨١٦) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الحمد على الطعام إذا فُرغ منه.
والنسائي في الكبرى، في الوليمة، وأحمد في مسنده (٣/ ١٠٠، ١١٧)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ١٤٨)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٨/ ١١٩، ١٠/ ٣٤٤)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٤١٠٠).
(٢) قوله "تعين ذا الحاجة الملهوف" الملهوف عند أهل اللغة يطلق على المتحسر وعلى المضطر وعلى المظلوم، وقولهم يا لهف نفسي على كذا حكمه يتحسر بها على ما فات، ويقال لهف بكسر الهاء يلهف بفتحها لهفا بإسكانها أي حزن وتحسر وكذلك التلهف.
وقوله "تمسك عن الشر فإنها صدقة" معناه صدقة على نفسها كما في غير هذه الرواية، والمراد أنه إذا أمسك عن الشر للَّه تعالى كان له أجر على ذلك كما أن للمتصدق بالمال أجرًا. [النووي في شرح مسلم (٧/ ٨٣) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٦٠٢٢) كتاب الأدب، ٣٣ - باب كل معروف صدقة. ومسلم في صحيحه [٥٥ - (١٠٠٨)] كتاب الزكاة، ١٦ - باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف. وأحمد في مسنده (٤/ ٣٩٥)، والنسائي (٥/ ٦٤) والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ١٨٨)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٩/ ١٠٨)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>