للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الأولى: فإنك أسأت الظن بكلام رب الأرباب.

أما لو جئت إليه وعرفته صدقا لأوقفك على بابه لما رأيناك من بعيد حسبناك عابدا.

فلما رأيناك من قريب حسبناك عارفًا، فلما كلمتنا حسبناك عاشقا.

ولو كنت عابدا له لما اشتغلت بغيره.

ولو كنت عارفا به ما رجعت منه إلينا.

ولو كنت عاشقا لنا ما رجعت منا إلى سوانا.

ثم هربت عني مسرعة وهي تقول: ما مع اللَّه سوى اللَّه، حتى غابت عني (١).

السابعة عشر: قال أبو سعيد الخراز نمت في البادية فكنت أقول:

أتيهُ فلا أدري من التيه من أنا … سوى ما يقول الناس في وفي جنسي

أتيهُ على جن البلاد وإنسها … فإن لم أجد شخصًا أتيه على نفسي

فسمعت هاتفا يهتف بي يقول:-

أيا من يرى الأسباب أعلى وجوده … ويفرح بالتيه الدنيء وبالإنس

فلو كنت من أهل الوجود وحقيقته … لغبت عن الأكوان والعرش والكرسي

وكنت بلا حال مع اللَّه واقفًا … تصان عن التذكار للجن والإنس


(١) كذا ولم تذكر باقي كلامها.

<<  <  ج: ص:  >  >>