للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمدَّ يده إلى سكين كانت في وسطه فجذبها، فتعسرت عليه أن تخرج من غلافها.

فما زال يجذبها إلى أن خرجت بصعوبة، فما أخطأت حلقه، فذبحته.

فهو كما ترون، وأنا على حالتي هذه.

قال: فحللنا كتافه وأعطيناه البغل والقماش.

وراح، وعدنا إلى الذورق.

فلما صعدنا طفرت السمكة إلى الشط.

وهذا أعجب ما رأيت وسمعت.

فسبحان اللطيف الخبير.

ويحكى أن بعض الأخيار الأمناء استودعه بعض الملوك جوهرة نفيسة فوضعها ذلك الأمين في موضع في بيته.

فظفر بها ابن له صغير، فضربها بحجر فانكسرت أربع فلق.

فدخل على ذلك الرجل من الغم والخوف من الملك ما لا يطيق، وعزم على الهرب، فلقيه شخص فقال له أراك محزونًا.

فذكر له قصته وما أصابه من الضيق والخوف.

فعلمه هذه الأبيات الأربعة (١).

فكم للَّه من لطف خفي … يدق خفاه عن فهم الذكي

وكم يسر أتى من بعد عُسر … وفرج كربة القلب الشجي

وكم أمر تساء به صباحا … وتأتيك المسرة بالعشى

إذا ضاقت بك الأحوال يوما … فثق بالواحد الفرد العلى

توسل بالنبي وصاحبيه … فما خاب من توسل بالنبي (٢)

وقال: قلها وكررها، والفرج يأتيك من اللَّه تعالى ففعل ما أمره به.

فبينما هو كذلك إذا برسول الملك قد جاء وقال: إن سرية الملك قد حدث بها وجع وقال الحكماء تكسر جوهرة أربع فلق وتطرح في ماء وتشربه.

والملك يقول لك: انظر لنا صائغًا عارفًا يكسر الجوهرة التي عندك أربع فلق لا


(١) هم خمسة أبيات وليسوا أربعة كما ذكر.
(٢) التوسل بالنبي فيه خلاف على أنه توسل بالدعاء وكما ورد عنه وقوله لعمر بن الخطاب : "لا تنسانا بالدعاء يا أخي" وذلك في استئذانه النبي للعمرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>