تزيد ولا تنقص وأكد عليه في ذلك.
فقال: السمع والطاعة.
وانفرج عنه الكرب والغم، وذهب عنه الخوف والهم فحمد اللَّه وشكره على ما أولاه من النعم باللطف الخفي والكرم.
ثم حمل تلك الفلق الأربع إلى الملك.
فرأى الملك له صنيعًا في ذلك وإحسانًا، فأنعم عليه وأحسن إليه.
فعاد بالجائزة مسرورًا آمنًا ما كان محذورًا.
فسبحان اللطيف الرحمن الرحيم الذي يكشف الأحزان والثبور.
ويخلفها بالإحسان والسرور.
ما أقرب فرجه من المضطرين، ورحمته من المحسنين تبارك اللَّه رب العالمين.
وعن بعضهم قال: كنت بجبل النور بالمصيصة.
فدخل في رجلي عظم.
فاجتهدت في نفسي كل الجهد أن أخرجه، فلم أقدر على ذلك، وبقي في رجلي أيامًا كثيرة حتى ورمت وانتفخت واسودت، وصارت مثل الزِّقُّ (١).
فبقيت ملقى تحت شجرة، فغلبتني عيني.
فنمت فوجدت راحة، ففتحت عيني، فإذا بحية سوداء، قد وضعت فمها على الموضع الذي فيه العظم.
وجعلت تمُصُّه وترمي القيح والدم.
فغمضت عينى فلم تزل تمُص وترمي الدم حتى وصلت إلى العظم، فحركته وأخرجته.
ثم أحسست بشيء لين مسح على رجلي، فلا أدري ذلك لسانها أو ذَنَبُها.
فجلست، فإذا أنا بالدم و العظم مطروح، وأنا لا أدري أي الرجلين كانت تؤلمني.
والحمد للَّه على ذلك كثيرًا، فسبحان اللطيف الخبير الذي هو على كل شيء قدير.
وقال الشيخ أبو حمزة الخراساني رحمه اللَّه تعالى: حججت سنة من السنين.
فبينما أنا أمشي إذا وقعت في بئر فنازعتني نفسي أن أستغيث.
(١) الزِّرقُّ: وعاء من جلد يُجزُّ شعره، يتخذ للماء والشراب وغيره.