للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليها بكت.

فقلنا لها: ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند اللَّه خير لرسوله.

قالت: لكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء.

فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها (١).

ففيه الخوف على الحبيب والاستيحاش من غيبته، وانقطاع أثاره.

وروينا في الصحيحين (٢) من حديث ابن عمر قال: لما اشتد برسول اللَّه وجعه قيل له في الصلاة.

فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس".

فقالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غَلَبه البكاء.

فقال: "مروه فليصل" (٣).

وفي رواية لهما عن عائشة قالت: إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يُسمع الناس من البكاء.

وفيه رقة القلب، وشهود منازل الأحباب فقرَّ منهم.

كفى حزنا بالواله الصَّب أن يرى … منازل من يهوى معطلة فقر

يعز علينا أن نرى ربعكم بلى … وكانت به أيام حُسنكم تترا


= وإن كانوا قد انتقلوا إلى أففل مما كانوا عليه واللَّه أعلم. [النووي في شرح مسلم (١٦/ ٨) طبعة دار الكتب العلمية].
(١) أخرجه مسلم في صحيحه [١٠٣ - (٥٤٥٤)] كتاب فضائل الصحابة، ١٨ - باب من فضائل أم أيمن والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٩٦٧).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٦٦٤) كتاب الأذان، ٣٩ - باب حد المريض أن يشهد الجماعة، ورقم (٦٧٨) كتاب الأذان ٤٦ - باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة وكذلك رقم (٦٧٩، ٦٨٢) في نفس الباب ومسلم في صحيحه [٩٤ - (٤١٨)]، (٩٥)، [١٠١ - (٤٢٠)] كتاب الصلاة، ٢١ - باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما من يصلي بالناس، وأن من صلى خلف إمام جالس لعجزه عن القيام لزمه القيام إذا قدر عليه. والنسائي (٢/ ٩٩ - المجتبى)، وابن ماجه في سننه (١٢٣٢، ١٢٣٤)، وأحمد في مسنده (٤/ ٤١٢، ٤١٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢٥٠).
(٣) فيه فوائد منها: فضيلة أبي بكر الصديق وترجيحه على جميع الصحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعين وتفضيله وتنبيه على أنه أحق بخلافة رسول اللَّه من غيره ومنها أن الإمام إذا عرض له عذر عن حضور الجماعة استخلف من يصلي بهم وأنه لا يستخلف إلا أفضلهم. [النووي في شرح مسلم (٤/ ١١٦) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>