للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر منهم: "ورجل ذكر اللَّه خاليًا ففاضت عيناه" (١).

فمن فائدة البكاء من ذكر اللَّه لخوف أو خشية أو شوق أو غيره.

أن اللَّه يُظل صاحبه في ظلّه المنيع الحريز.

وروينا في أبي داود، وشمائل الترمذي بإسناد صحيح من حديث عبد اللَّه بن الشخير قال: أتيت رسول اللَّه وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز الرَّحى من البكاء" (٢).

وروينا في الصحيحين من حديث أنس أنه قال لأُبي بن كعب "إن اللَّه ﷿ أمرني أن أقرأ عليك ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [البينة: ١].

قال: وسمّاني؟

قال: "نعم". فبكى (٣).

قلت: وهذا البكاء سببه الهيمان أي عدم التمالك لعدم الفضل، واللطف مع غاية البعد عن استحقاق مثله عن توهم التأهيل له كما يدل عليه قوله: وسمَّاني.

وروينا في صحيح مسلم من حديثه أيضًا قال أبو بكر لعمر بعد وفاة رسول اللَّه : انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول اللَّه يزورها (٤) فلما انتهينا


= (١٤٢٣) كتاب الزكاة، ١٨ - باب الصدقة باليمين، ٧٨ - كتاب المحاربين ورقم (٦٨٠٦)، باب فضل من ترك الفواحش ومسلم في صحيحه [٩١ - (١٠٣١)] كتاب الزكاة، ٣٠ - باب فضل إخفاء الصدقة.
والترمذى في سننه (٢٣٩١) كتاب الزهد، باب ما جاء في الحب في اللَّه. والنسائي (٨/ ٢٢٢)، وأحمد بن حنبل (٢/ ٤٣٩) والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٢١٧).
(١) قال النووي: قوله "ورجل ذكر اللَّه تعالى خاليا ففاضت عيناه": منه فضيلة البكاء من خشية اللَّه تعالى وفضل طاعة السر لكمال الإخلاص فيها. [النووي في شرح مسلم (٧/ ١٠٩) طبعة دار الكتب العلمية].
(٢) أخرجه أبو داود في سننه (٩٠٤) كتاب الصلاة، باب البكاء في الصلاة.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٣٨٠٩) وكتاب مناقب الأنصار، ١٦ - باب مناقب أبي بن كعب . ورقم (٤٩٥٩)، (٤٩٦٠)، (٤٩٦١) كتاب تفسير القران، ومن سورة "لم يكن" ومسلم في صحيحه [٢١ - (٢٤٦٥)]، (١٢٢)، وكتاب فضائل الصحابة، ٢٣ - باب من فضائل أبي بن كعب وجماعة من الأنصار وأحمد في مسنده (٣/ ١٣٠)، والزبيدي في الإتحاف (٨/ ٣١٧)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٢١٩٦).
(٤) قوله: "قال أبو بكر بعد وفاة رسول اللَّه لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول اللَّه يزورها" فيه زيارة الصالحين وفضلها وزيارة الصالح لمن كان صديقه يزوره ولأهل ود صديقه وزيارة جماعة من الرجال للمرأة الصالحة وسماع كلامها واستصحاب العالم والكبير صاحبا له في الزيارة والعيادة ونحوهما والبكاء حزنا على فراق الصالحين والأصحاب =

<<  <  ج: ص:  >  >>