للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: عبد اللَّه، فقالت: هكذا كان رسول اللَّه يصنع" (١). أخرجه مسلم.

ومعنى لا يألو: لا يُقصِّر في الخير.

والحديث الأول دال على الحث على الاتباع فإن يتركه يزول الخير.

كيف لا وهو صُنع الشارع، أما تعجيل الصلاة فعزيمة، وأما تعجيل الفطر فرخصة، والرب يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تُؤتى عزائمه (٢).

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "قال اللَّه ﷿: أحب عبادي إليَّ أعجلهم فطرًا" (٣).

رواه الترمذي وحسنه.

وتبيينه من وجوه: أحدها: أنه حفظ لحدوده تعالى من غير اعتداء بلحظة واحدة ذلك خير وأشد تبينًا.

وثانيها: أنها مبادرة إلى إذنه في التناول، كما كان الصوم مبادرة إلى منعه أول إمكانه وهو الفجر، تعمير لأول الليل يأكل رزقه (٤) وأول النهار يتركه من أجله تحليلًا لما أحله اللَّه وتحريمًا لما حرمه.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٥٠ - (١٠٩٩)] كتاب الصيام، ٩ - باب فضل السحور وتأكيد استحبابه، واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر وأبو داود في سننه (٢٣٥٤) كتاب الصوم باب ما يستحب من تعجيل الفطر والنسائىٍ في الصوم، باب ذكر الاختلاف على سليمان بن مهران في حديث عائشة في تأخير السحور والترمذي في سننه (٧٠٢) كتاب الصوم، باب ما جاء في تعجيل الإفطار وقال الترمذي: حسن صحيح.
(٢) حديث "إن اللَّه يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه"، أخرجه وأحمد في مسنده (٢/ ١٠٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ١٤٠)، وابن حبان في صحيحه (٥٤٥، ٩١٣ - الموارد)، وابن خزيمة في صحيحه (٩٥٠)، الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ١٦٢)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٢/ ١٠١، ٦/ ٢٧٦) والمنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ١٣٥)، والسيوطي في الدر المنثور (١/ ١٩٣)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٠/ ٣٤٧)، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٩٤).
(٣) أخرجه الترمذي في سننه (٧٠٠) كتاب الصوم، باب ما جاء في تعجيل الإفطار. وقال الترمذي: وهو الذي اختاره أهل العلم من أصحاب النبي وغيرهم، استحبوا تعجيل الفطر، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.
(٤) قال النووي: في قوله "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" فيه الحث على تعجيله بعد تحقيق غروب الشمس، ومعناه لا يزال أمر الأمة منتظمًا وهم بخير ما دامو محافظين على هذه السنة وإذا أخروه كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه.
[النووي في شرح مسلم (٧/ ١٨١) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>