للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأتاه فقال له الحجاج: اغسل يدك واقعد معي.

فقال: إنه دعاني من هو خير منك فأجبته.

قال: ومن هو؟

قال: اللَّه دعاني إلى الصوم فصمت.

قال: في هذا الحرّ الشديد؟

قال: نعم صمت ليوم هو أشد حرًا من هذا اليوم.

قال: فأفطر وصم غدًا.

قال: إن ضمنت لي البقاء إلى غدٍ، فطرت.

قال (١): ليس ذلك إليَّ.

قال: فكيف تسألني عاجلًا بأجل لا تقدر عليه؟

قال: إنه طعام طيب.

قال: لَمْ تُطيبه أنت ولا الطباخ، إنما طيَّبته العافية.

وفي هذا المعنى قيل:

وما طيب الطباخ عيشًا وانما … لعافية طاب الطعام لطاعم

إذا كان بي سقم فلا شيء طيب … وإن لم يكن طابت جميع المطاعم


(١) قال عمر بن العزيز عن الحجاج: لو تخابثت الأمم، وجئنا بالحجاج لغلبناهم، ما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة، ولي العراق وهو أوفر ما يكون من العمارة، فأخس به حتى صيره أربعين ألف ألف ولقد أدى إلي في عامي هذا ثمانون ألف ألف وزيادة، المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>