للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه فيصومه.

قال أبو إدريس: صام أبو موسى حتى عاد كأنه خلال، فقيل له: لو رحمت نفسك؟

فقال: هيهات إنما يسبق من الخيل المضمرة.

فائدة: قال أبو أمامة الباهلي (١): أتيت النبي فقلت: يا رسول اللَّه مُرني بعمل آخذه عنك ينفعني اللَّه به.

قال: "عليك بكثرة الصوم فإنه لا مثل له" (٢).

فكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يوجدون إلَّا صيامًا.

فإذا رؤي في منزلهم نارًا أو دخانًا نهارًا عرفوا أنه اعتراهم ضيف.

الثالثة: عن عبد اللَّه بن مروان قال: كان الأسود بن يزيد (٣) يجهد نفسه في الصوم والعبادة حتى يضمر جسده.

وكان علقمة يقول له: لِمَ تُعذب هذا الجسد؟ فيقول: إن الأمر جد.

الرابعة: قال: حج الحجاج بن يوسف (٤) فنزل في بعض المياه بين مكة والمدينة ودعا بالغذاء وقال لحاجبه: انظر من يتغدى معي واسأله عن بعض الأمر.

فنظر نحو الجبل، فإذا بأعرابي نائم، فضربه برجله وقال: انت الأمير.


(١) أبو أمامة الباهلي صدي بن عجلان بن وهب، صحابي مشهور سكن الشام ومات فيها، أخرج له أصحاب الكتب الستة، توفى سنة (٨١، ٨٦) انظر التقريب (١/ ٣٦٦).
(٢) أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده (٥/ ٢٤٩) والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٣٠١)، والطبراني في المعجم الكبير (٨/ ١٠٨)، والشجري في أماليه (١/ ٢٧٧) وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (٤/ ١٠٨).
(٣) الأسود بن يزيد بن قيس، أبو عمرو، أبو عبد الرحمن النخعي الكوفي، ثقة مكثر فقيه، مخضرم أخرج له أصحاب الكتب الستة، وتوفي سنة (٧٤) وقيل (٧٥). ترجمته: تهذيب التهذيب (١/ ٣٤٢)، تقريب التهذيب (١/ ٧٧)، الكاشف (١/ ١٣٢)، تاريخ البخاري الكبير (٧/ ٤٤٩)، تاريخ البخاري الصغير (١/ ١٤٦)، الجرح والتعديل (٢/ ٢٩١)، والثقات (٤/ ٣١)، والوافي بالوفيات (٩/ ٢٥٦)، سير الأعلام (٤/ ٢٥٠).
(٤) الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود الثقفى، أمير العراق، أبو محمد، ولد سنة أربعين أو إحدى وأربعين، روى عن ابن عباس وسمرة بن جندب، وأسماء بنت الصديق وابن عمر وعنه: ثابت البناني وقتيبة بن مسلم، وحميد الطويل ومالك بن دينار، ولي إمرة الحجاز، ثم ولي العراق عشرين سنة، قال النسائي: ليس ثقة ولا مأمون توفي سنة (٩٥). تاريخ الإسلام وفيات (٩١ - ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>