للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من دار القسم وبرّ القسم … سعادة قد سبقت في القدم

من رفع المولى علا قدره … ماضي ما شأنه من فقر

من بعد ما شاع جميل ذكره … بين الورى بجهره وسرّه

وفي الصحيحين عن أسامة رفعه: "قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجَد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أُمر بهم إلى النار.

وقمت على باب النار، فإذا عامة من دخلها النساء" (١).

الجَدّ: بفتح الجيم: الحظ والغنى.

ومحبوسون: لم يؤذن لهم بعد في دخول الجنة. ففيه الاعتناء بالمساكين في الآخرة.

وحديث أبي هريرة الثابت في الصحيحين: "لم يتكلم في المهد إلَّا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وصاحب جريج، والصبي الذي كان يرضع" (٢).

شاهد لما نحن فيه، فإن فيه اعتناء الرضيع بسؤاله أن يجعله اللَّه مثل المسكين دون ذوي السيادة الخيار (٣).

فإنه لا يرتفع شيء من هذه الدنيا إلَّا وضعه فالضعيف يتعرض للرحمة، والوجيه متعرض للفتنة، فجزى اللَّه القلة والذَّلة عن أهلها خيرًا.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٥١٩٦) كتاب النكاح، باب ٨٨ - عقب باب ٨٧ - باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه ورقم (٦٥٤٧) كتاب الرقاق، ٥١ - باب صفة الجنة والنار، ومسلم في صحيحه [٩٣ - (٢٧٣٦)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، ٢٦ - باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة بالنساء. وأحمد في مسنده (٥/ ٢٠٥)، والشجري في أماليه (٢/ ١٥٩، ٢٠٢)، والزبيدي في الإتحاف (٩/ ٢٧٦)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ١٤١)، وابن عبد البر في التمهيد (٣/ ٣٢٢).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٣٤٣٦) كتاب أحاديث الأنبياء، ٥٠ - باب ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا﴾ ومسلم في صحيحه [٨ - (٢٥٥٠)] كتاب البر والصلة والآداب، ٢ - باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها وأحمد في مسنده (٢/ ٣٠١، ٣٠٧، ٣٠٨) والحاكم في المستدرك (٢/ ٥٩٥)، والسيوطي في الدر المنثور (٢/ ٣٥)، والقرطبي في تفسيره (٤/ ٩١، ٩/ ١٧٢).
(٣) وذلك فيما رواه مسلم "وبينا صبي يرضع من أمه فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال: اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديه فجعل يرضع قال: فكأني أنظر إلى رسول اللَّه وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه فجعل يمصها، قال: ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت وهي تقول: حسبي اللَّه ونعم الوكيل فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر إليها فقال: اللهم اجعلني مثلها. ثم قال: إن ذاك الرجل كان جبارًا، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وإن هذه يقولون لها: زنيت ولم تزن، وسرقت، ولم تسرق، فقلت اللهم اجعلني مثلها".

<<  <  ج: ص:  >  >>