وله وحده سبحانه التكبُّر والعظمة، ويعلنها الحق تبارك وتعالى:«الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما أدخلته جهنم» .
والحق تبارك وتعالى لا يجعلها جبروتاً على خَلْقه، إنما يجعلها لهم رحمة؛ لأن الخَلْق منهم الأقوياء والفُتوات والأغنياء. . حين يعلمون أن لله تعالى الكبرياء المطلق يعرف كل منهم قدره (ويرعى مساوى) ، فالله هو المتكبر الوحيد، ونحن جميعاً سواء.
لذلك يقول أهل الريف (اللي ملوش كبير يشتري له كبير) وحين يكون في البلد كبير يخاف منه الجميع لا يجرؤ أحد أنْ يعتديَ على أحد في وجوده، إنما إنْ فُقِد هذا الكبير فإن القوي يأكل الضعيف. إذن: فالكبرياء من صفات الجلال لله تعالى أنْ جعلها الله لنفع الخَلْق.
ولو تصورنا التكبر مِمَّنْ يملك مؤهلاته، كأن يكون قوياً، أو يكون غنياً. . إلخ فلا نتصور الكبر من الضعيف أو من الفقير؛ لذلك جاء في الحديث:«أبغض ثلاثاً وبغضي لثلاث أشد، أبغض الغني المتكبر وبُغضي للفقير المتكبر أشد، وأبغض الفقير البخيل وبغضي للغني البخيل أشدّ، وأبغض الشاب العاصي وبغضي للشيخ العاصي أشد» .
وقوله تعالى:{وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً}[الفرقان: ٢١] عتوا: بالغوا في الظلم والتحدي وتجاوزوا الحدود، وكأن هذا غير كافٍ في وصفهم،