للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في أسفارهم وفي حمل أمتعتهم، وبعد ما توصل العالم إليه من ثورة في وسائل النقل لو قارنا نفعها بضررها لوجدنا أن ضررها أكبر لما تُسبِّبه من تلوث، ولو عُدْنا إلى الوسائل البدائية، واستخدمنا الدواب لكان أفضل.

وأذكر عندما جئنا إلى مصر سنة ١٩٣٦ - ١٩٣٨ وجدنا في الميادين العامة مواقفَ للحمير، مثل مواقف السيارات الآن، وكانت هي الوسيلة الوحيدة للانتقال، ويكفي أن رَوَثَ الحمار يُخصِّب الأرض، أمّا عوادم السيارات فتسبب أخطر الأمراض وتؤدي للموت.

فماذا بعد أنْ كذَّب قومُ شعيب نبيهم؟

كانت سنة الله في الأنبياء قبل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أن يُبلِّغ الرسول رسالة ربه، لكن لا يُؤمر بحمل السيف ضد الكفار، إنما إنْ كذّبوا بالآيات عاقبهم رب العزة سبحانه، وتُحسم المسألة بهلاك المكذِّبين.

وكوْن الحق - تبارك وتعالى - لا يأمر الناسَ بقتال الكفار هذا أمر منطقي، والدليل رأيناه في بني إسرائيل لما طلبوا من الله أنْ يفرض عليهم القتال، فقال: {هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ القتال أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ الله وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القتال تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ. .} [البقرة: ٢٤٦] .

ولم يُؤْمر بالقتال لنشر الدعوة إلا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ومَنْ آمن معه مأمونون على هذا، ولأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ آخر الرسل والأنبياء، فلا بُدَّ أن يستوفي كل الشروط.

ونتيجة التكذيب {فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [العنكبوت: ٣٧] وهذا عقاب الله؛ لأنه كان سبحانه يتولّى المكذِّب. وفي (

<<  <  ج: ص:  >  >>