للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«ولقد هممت أن أربطه في سارية المسجد ليتفرج عليه صبيان المدينة ولكني تذكرت قَول أخي سليمان:» رب هب لي مُلْكاً لا ينبغي لأحد من بعدي «. فتركته» الحديث لم يُخَرَّجْ.

ومن رحمة الله بنا أنه إذا تشكل الشيطان فإن الصورة تحكمه. . وإلا لكانوا فزعونا وجعلوا حياتنا جحيما. . فالله سبحانه وتعالى جعل الكون يقوم على التوازن حتى لا يطغى أحد على أحد. . بمعنى أننا لو كنا في قرية وكلنا لا نملك سلاحا وجد التوازن. . فإذا ملك أحدنا سلاحا وادعى أنه يفعل ذلك ليدافع عن أهل القرية، ثم بعد ذلك استغل السلاح ليسيطر على أهل القرية ويفرض عليهم إتاوات وغير ذلك، يكون التوازن قد اختل وهذا مالا يقبله الله.

السحر يؤدي لاختلال التوازن في الكون. . لأن الساحر يستعين بقوة أعلى في عنصرها من الإنسان وهو الشيطان وهو مخلوق من نار خفيف الحركة قادر على التشكل وغير ذلك. . الإنسان عندما يطلب ويتعلم كيف يسخر الجن. . يدعي أنه يفعل ذلك لينشر الخير في الكون، ولكنها ليست حقيقة. . لأن هذا يغريه على الطغيان. . والذي يخل بأمن العالم هو عدم التكافؤ بين الناس.

. إنسان يستطيع أن يطغى فإذا لم يقف أمامه المجتمع كله إختل التوازن في المجتمع. والله سبحانه وتعالى يريد تكافؤ الفرص ليحفظ أمن وسلامة الكون. . ولذلك يقول لنا لا تطغوا وتستعينوا بالشياطين في الطغيان حتى لا تفسدوا أمن الكون.

ولكن الله جل جلاله شاءت حكمته أن يضع في الكون ما يجعل كل مخلوق لا يغتر بذاتيته. . ولا يحسب أنه هو الذي حقق لنفسه العلو في الأرض. . ولقد كانت معصية إبليس في أنه رفض أن يسجد لآدم. إنه قال: {قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [الأعراف: ١٢]

إذن فقد أخذ عنصر الخلق ليدخل الكبر إلى نفسه فيعصي، ولذلك أراد الله سبحانه وتعالى أن يعلم البشر من القوانين، ما يجعل هذا الأعلى في العنصر وهو الشيطان يخضع للأدنى وهو الإنسان، حتى يعرف كل خلق الله أنه إن ميزهم الله في عنصر من العناصر، فإن هذا ليس بإرادتهم ولا ميزة لهم. . ولكنه بمشيئة الله

<<  <  ج: ص:  >  >>