للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومولدُه تقريبًا في سنة سَبْع وثلاثين وست مئة.

وسَمِعَ الحَديثَ من كمال الدِّين ابن طَلْحة، وابن عبد الدّائم، والصَّفِيّ إسماعيل ابن الدَّرَجيِّ، وابن أبي اليُسْر، وغيرهم، وقَرأ بنفسِه "كتاب التِّرمذي" وغيرَهُ، وكتبَ بخطِّه "الهِداية" في الفقه، و"شَرْحَ الشّاطبية" لأبي شامة، وغيرَ ذلك. وتفقَّهَ وقرأ القراءات على الشَّيْخ عَلَم الدِّين القاسم بن أحمد الأندَلُسي، وتَفَرَّد بالإقراء عنه مُدّة سنين، وقَصَدَهُ الطَّلبةُ لعُلُوّ إسناده، وجَمَعَ عليه السَّبعة أكثر من عِشْرين طالبًا. وكانت له مُشاركةٌ في النَّحو والأدب، ومُجالستُهُ حَسَنة، وفوائدُه كثيرةٌ، وبَقِيَ مدرِّسًا بالطَّرْخانية أكثرَ من أربعين سنة. وكانَ مُعيدًا في المدارس، ووَلِيَ نِيابةَ الحُكْم بدمشق عن القاضي شَمْس الدِّين الأذْرِعي مدّةَ ولايته. وكانَ رَجُلًا مُباركًا كثيرَ الخَيْر، وأضرَّ في أواخِر عُمُره، وانقطعَ في بيتِه مُواظبًا على التِّلاوة والذِّكْر وإقراء الكتاب العزيز إلى أن ماتَ على هذه الحالة، رحمهُ الله.

٤١٣٨ - وفي ليلة الأربعاء مُنْتَصف جُمادى الأولى تُوفِّي فَخْرُ الدِّين عُثمان (١) بن مُحمد بن عُثمان، ابنُ العَنْبريِّ، الكُوافيُّ (٢)، ودُفِنَ ظُهْرَ الأربعاء بمقبَرة الباب الصَّغير.

وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، مَشْكور السِّيرة، وله دكانَ مَشْهورة بسُوق القَمْح، وله وظيفة بالمارستان النُّوري. وبينه وبين الشَّيخ كمال الدِّين الزَّمَلُكانيّ قَرَابة.

• - وفي يوم الخَمِيس السّادس عشر من جُمادى الأولى وَلِيَ القاضي فَخْرُ الدِّين عبدُ العزيز بنُ أحمدَ ابنِ شَيْخ السَّلامية الحِسْبة بدمشق، عِوَضًا عن القاضي بَدْر الدِّين ابن الحَدّاد.


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(٢) لعله كان يعمل أو يخيط الكوافي، جمع كوفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>