للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان يوم موته من أول النَّهار إلى حين قُبِضَ عَقِيب صلاة العصر مشتغلًا بقول: "الله يا الله "، فلما ارتخَت عيناه وتبيَّن الموتُ عليه، قلت له: "يا أخي اذكُر الله"، فقال: "ففي أيّ شيء نحنُ من أول النَّهار إلى السّاعة؟ "، ثم حَرّك شفَتيه ووضعَ يده تحت حنكِه ورفعَهُ وغَمَّض عينيه بنَفْسه، وماتَ رحمه الله. فقامَ أبوه وصَلَّى رَكْعتين وشكرَ الله تعالى على حُسْن الخاتمة له، وسألَهُ حُسْن الخاتمة لنفسه.

وكان مَولدُه في رابع شَهْر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وستِّ مئة.

وسَمِعَ الحديثَ في سنة ست وسبعين. وفي سنة سبع وسبعين سَمِعَ "صحيح مُسلم" على الأمين الإرْبليّ، وغيرِه، وسَمِعَ من الشَّيخ شَمْس الدِّين ابن أبي عُمر، وابن أبي الخَيْر، وابن البُخاري، وابن الدَّرَجي، وابن الصَّابوني، والمِقْداد، والكَمال عبد الرَّحيم، وصَفِيّة بنت مَسْعود، وابن شَيْبان، وزينب بنت مكّي، وابن عَلّان، وجماعة من شيوخي" (١).

ثم كان قد فجع بوفاة ولده الثاني أحمد، وهو في السادسة من عمره، فقد سجل مولده في الثامن من شوال سنة ٧٠٠ هـ (٢)، ووفاته في رابع عشر شوال سنة ٧٠٦ هـ، وترجمه في وفيات السنة المذكورة، قال: "وفي يوم الثلاثاء رابع عشر شوال توفي ابني أحمد، ودفن من يومه بمقابر باب الصغير، وكان قد أكمل ست سنين، وأسمعته على أكثر من ثلاث مئة وسبعين شيخًا، وأسمعته من الكتب: "الأموال" لأبي عبيد، و"المصافحة" للبرقاني، و"صحيح مسلم"، و"مسند عبد بن حميد"، و"مسند الشافعي"، وغير ذلك، وآخر ما أسمعته "صحيح البخاري"، ومرض وقد بقي من الكتاب ميعاد واحد عجز عن حضوره، واستمر في مرض شديد نحوًا من خمسة وعشرين يومًا إلى أن مات.


(١) المقتفي ٣/ ١٠٦ - ١٠٨ (١٥٣٦).
(٢) المقتفي ٤/ ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>