للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد عُني المؤلف بذكر تراجم أولئك الطبة الشباب ونظرائهم، ممن توفوا في شرخ شبابهم ولم يحدثوا، فأهملهم مؤرخو كتب التراجم؛ لأنهم إنما يعنون بالعلماء الرواة الذين حدثوا وأخذ الناس عنهم، وهي ميزة قلما وجدناها عند مؤلف آخر، سوى ما كتبه رفيقه الإمام الذهبي في "المعجم المختص ".

ويُعد هذا الكتاب، فيما أرى، أفضل سجل لمسيرة الإمام المجدد شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية (٦٦١ - ٧٢٨ هـ) وجهاده، وما لاقاه من عنت وظلم وسجن في سبيل العودة بالإسلام إلى منابعه الأولى الصافية، وتخليصه مما علق به من الأدران، فضلًا عن جهاده، ومشاركته الفاعلة في الحروب التي واجهت الأمة والدفاع عن بيضة الإسلام، لا سيما في محاولات المغول غزو البلاد الشامية والمصرية كما في وقعتي الخزندار وشقحب وغيرهما.

لقد تتبع نشاط هذا المجاهد العظيم، وهو رفيقه في طلب العلم والاعتقاد السليم، فدونه في كتابه بحيث لو جُمِعَ لكان سيرة طيبة له.

قال في سنة ٦٨٣ هـ وشيخ الإسلام يومئذٍ ابن اثنين وعشرين عامًا: "في يوم الاثنين ثامن المحرم ذكر الدرس الشيخ الإمام تقي الدين ابن تيمية مكان والده بدار الحديث بالقصّاعين، وحضر قاضي القضاة بهاء الدين، والشيخ تاج الدين الفزاري، وزين الدين ابن المرحِّل، وزين الدين ابن المُنَجّى، وجماعة" (١).

وقال في السنة نفسها: "وفي يوم الجمعة عاشر صفر جلس الشيخ تقي الدين ابن تيمية بجامع دمشق على المنبر لتفسير القرآن العظيم مكان والده، وابتدأ من أول القرآن العظيم" (٢).


(١) المقتفي ٢/ ٢٦٧.
(٢) المقتفي ٢/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>