للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال في حوادث سنة ٦٩٠ هـ: "وفي شَهْر ربيع الآخر حَصَل تَشْويش للشيخ تَقيّ الدِّين ابن تيمية، وذلك أنه جلسَ يوم الجُمُعة رابع الشهر على كُرسيِّه، وجَرَى ذِكْر شيءٍ من الصِّفاتِ. وكان نور الدِّين ابن مُصْعَب حاضرًا فشنَّع عليه، وساعدَهُ سليمان الغث الفقير الحَرِيريُّ، وصَدْرُ الدِّين ابن الوكيل، وأمينُ الدِّين سالم، وجماعة. ومَشوا إلى الشَّيخين شَرَفِ الدِّين ابن المَقْدسي، وزين الدِّين الفارِقي، وغيرهما، واجتهدوا في أذاهُ أو مَنْعِه من الجُلُوس، فلم يتّفق، واستمرَّ على عادتِه، وجلسَ يوم الجُمعة الآتية.

وقال قاضي القضاة شهاب الدِّين: أنا على اعتقاد الشَّيخ تَقِى الدِّين، فعُوتِبَ في ذلك، فقال: لأنَّ ذهنَهُ صحيح ومواده كثيرة، فهو لا يقول إلّا الصحيح.

ثم إنَّ القاضي شَرَف الدِّين ابن المَقْدسي قال: أنا أرجو بَرَكته ودعاءَهُ، وهو صاحبي وأخي، فاجتمعَ وجيهُ الدِّين ابن المُنَجَّى بالشَّيخ زين الدِّين ابن المُرَحِّل الخطيب يومئذ، فتبرّأ من القضية وحَلَف، وعاتب ولدَهُ وخاصَمَه، وسكنَ الأمرُ، واللهُ المستعان" (١).

وذكر في حوادث سنة ٦٩٢ هـ أداءَهُ لفريضة الحج سنة ٦٩١ هـ، فقال: "وفي يوم الخَميس خامس صَفَر دخل الرَّكْب الشّاميُّ إلى دمسْقَ وأميرهم الباسطيّ وكان ممّن حجّ معهم الشَّيخ تقيّ الدِّين ابن تَيْمية" (٢).

وقال في حوادث سنة ٦٩٣ هـ: "وفي يوم الخَميس الثّامن والعِشْرين من رَجَب دخل الشَّيْخ زَيْن الدِّين الفارِقيّ، والشَّيخ تَقِيّ الدِّين ابن تَيْميّة ومعهما جَمْع كبير من المُسلمين إلى نائبِ السَّلْطنة الأمير عزّ الدِّين الحَمَوي وكلّمَاهُ في أمر النَّصْراني الذي سَبَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بالسُّويداء، فأجابهما


(١) المقتفي ٣/ ٢٠.
(٢) المقتفي ٣/ ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>