للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال في حوادث السنة نفسها: "وفي يوم الخميس (ثاني رجب) توجَّه الشَّيخِ تقيّ الدِّين ابن تَيْمية إلى مُخيَّم بولاي بسبب الأسرى واستفكاكهم، وكان معهم خَلْق من الأسْرَى، فأقامَ ثلاث ليالٍ" (١).

وقال في حوادث السنة المذكورة: "وفي بُكْرة الجُمُعة (السابع عشر من رجب) دارَ الشَّيخُ تقيّ الدِّين ابن تيمية بدمشق على ما جُدِّد من الخَمّارات، فبدَّد الخُمُور، وكَسَر الجِرَار، وشَّقَ الظُّروف، وعَزَّر الخَمّارين هو وجماعتُه.

ولازمَ النّاسُ هذه الليالي المبيت على الأسوار، وأظهروا عُددًا حَسَنة وتَجَمُّلًا. وكان الشَّيخُ تقيّ الدِّين وأصحابُه يَمْشون على النّاس، ويقرأ الشَّيخُ عليهم سورة القِتال وآيات الجِهاد وأحاديث الغَزْو والرِّباط والحَرَس، ويحثُّهم على ذلك ويُحَرِّضُهم" (٢).

وذكر في وفيات السنة المذكورة، سنة ٦٩٩ هـ وفاة خاله الشيخ المقرئ الزاهد أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن علي الحَرّانيِّ المعروف بابن الحَلَاويّ في لية الأحد سابع عَشَر رَمَضان المُبارك بالخانقاه الأسدية (٣).

وقال في حوادث سنة ٧٠٠ هـ: "واستهلَّ شَهْرُ صَفَر والأخبارُ قد وَصَلت بقَصْد التَّتار البلادَ، والنّاسُ بدمشق مهتمّون بأمر الهَرَب إلى الدِّيار المِصْرية والكَرَك وغيرهما، والأراجيفُ يتبعُ بعضُها بعضًا، والإزْعاج وافرٌ، والصُّدور ضَيِّقة، وغَلَت الأكرية، وبلغَ كَرْي المَحارة إلى مِصْر خمس مئة دِرْهم، وبلغَ ثمن الجَمَل ألف دِرْهم، وثمن الحِمار خمس مئة دِرْهم، وباعَ النّاس الأمتعة بالثَّمَن البَخْس من الحُليّ والنُّحاس والقُماش، وطاشت الألباب، وتَحَيَّر النّاسُ، وتفرَّقت القلوب.


(١) المقتفي ٣/ ٥١١.
(٢) المقتفي ٣/ ٥١٧ - ٥١٨.
(٣) المقتفي ٣/ ٥٣٤ (٢٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>