للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُشتَرط عليه أمور ويُلْزم بالرُّجوع عن بعض العَقِيدة، فأرسَلُوا إليه من يُحْضِرُه ليكلَّموا معه في ذلك، فلم يُجب إلى الحُضُور، وتكرَّر الرَّسُول إليه في ذلك ستّ مرّات، وصَمَّمَ على عَدَم الحُضُور في هذا الوَقْت، فطالَ عليهم المَجْلس وانصرَفُوا عن غير شيءٍ" (١).

"وفي الثامن والعِشْرين من ذي الحِجَّة وَصلَ الشَّيخ تاجُ الدِّين محمودُ بن عبد الكريم بن محمود الفارِقيُّ من الديار المِصْرية، وكانَ تَوجَّه لأجلِ زيارة الشَّيخ تَقِيّ الدِّين والقيام في نُصْرته، فأقامَ مدّةً ثم رجعَ والأمرُ على حاله.

وفي هذا اليوم أخبرَ نائبُ السَّلْطنة بوصول كتاب إليه من الشَّيخ تَقِيُّ الدِّين ابن تَيْميّة من الجُبّ، وأعلم بذلك جَماعةً ممّن حَضَرَ مجلسَهُ، وأثنَى عليه، وقال: ما رأيتُ مثلَهُ ولا أشجعَ منه، وذكرَ ما هو عليه في السَّجْن من التَّوجُّه إلى الله تعالى، وأنَّه لا يقبل شيئًا من الكِوة السُّلطانية ولا من الإدرار السُّلطانيّ، ولا تدنَّس بشيءٍ من ذلك" (٢).

"وفي يوم الخَمِيس السّابع والعِشْرين من ذي الحِجَّة طلب أخوا الشَّيخ تَقِيّ الدِّين ابن تَيْمية، وهما: شَرَف الدِّين عبد الله، وزَيْن الدِّين عبد الرَّحمن من الحَبْس إلى مَجْلس نائب السَّلْطنة، وحَضَر القاضي زَيْنُ الدِّين المالكيُّ، وجَرَى بينهم كلامٌ كثيرٌ وأُعيدا إلى مَوْضعهما.

وفي يوم الجُمُعة التالي لليوم المَذْكور أُحْضِر شَرَفُ الدِّين وحده، وحضرَ ابن عَدلان في مَجْلس نائب السَّلْطنة، وتكلَّم معه، وظهرَ من الأمير سَيْف الدِّين سَلّار كراهة للشيخ وإخوتِه في هذا المَجْلس" (٣).


(١) المقتفي ٤/ ٢٦٦.
(٢) المقتفي ٤/ ٢٧٨.
(٣) المقتفي ٤/ ٢٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>