للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال في حوادث سنة ٧٠٧ هـ: "واجتمعَ قاضي القُضاة بَدْرُ الدِّين بالشَّيخ تَقِيّ الدِّين ابن تَيْميّة في دار الأوْحَديّ بالقَلْعة بُكْرة الجُمُعة رابع عِشْري صَفَر، وتفرّقا قبل الصَّلاة، وطالَ بينهما الكَلامُ" (١).

"وفي أوائل ربيع الأول وَصلَ الأميرُ حُسامُ الدِّين مُهَنّا بن عيسى إلى دمشقَ، وتَوجَّه إلى القاهرة فوصَلَها في تاسع عَشَر الشَّهْر المَذْكور، وحضرَ بنَفْسِه إلى السِّجن إلى الشَّيخ تَقِيّ الدِّين ابن تَيْميّة، فأخرَجَهُ بعد أن استأذنَ في ذلك، فخرجَ يوم الجُمُعة الثالث والعِشْرين من الشَّهْر إلى دار نائبِ السَّلْطنة بالقَلْعة، وحضرَ بعضُ الفُقهاء وحصلَ بينهم بَحْثٌ كثيرٌ، وفَرَّقت صلاةُ الجُمُعة بينهم، ثم اجتمَعُوا إلى المَغْرب، ولم يَنْفَصل الأمر. ثم اجتمَعُوا بمَرْسوم السُّلطان يوم الأحد الخامس والعِشْرين من الشَّهْر مجموع النَّهار. وحَضرَ جَماعةٌ أكثر من الأوّلين، حَضرَ نَجْمُ الدِّين ابن الرِّفْعة، وعلاءُ الدِّين الباجيُّ، وفَخْر الدِّين ابن بنت أبي سَعْد، وعز الدِّين النِّمْراويُّ، وشمسُ الدِّين ابن عَدْلان، وصِهْر المالكيّ، وجَماعةٌ من الفُقهاء. ولم تَحْضر القُضاة، وطُلِبُوا، واعتذرَ بعضُهم بالمَرَض، وبعضُهم تبع أصحابه، وقبل عُذْرهم نائبُ السَّلْطنة، ولم يُكَلّفهم الحُضُور بعد أن رَسَم السُّلطان بحضُورِهم، وانفَصَلَ المَجلسُ على خَيْر، وباتَ الشَّيخُ عندَ نائبِ السَّلْطنة، وكَتَبَ كتابًا إلى دمْشقَ بُكْرة الاثنين السّادس والعِشرين من الشَّهْر يَتَضمَّن خروجه، وأنَّه أقامَ بدار ابن شُقَيْر بالقاهرة، وأن الأمير سَيْف الدِّين سَلّار، رسم بتأخره عن الأمير مُهَنّا أيامًا ليرى النّاس فَضْلَهُ، ويحصل لهم الاجتماعُ به.

ووَصلَ مُهَنّا إلى دمشقَ يوم الخَمِيس سادس شَهْر ربيع الآخر، وأقامَ ثلاثةَ أيام وسافَرَ، ثم عُقِدَ للشَّيخ تَقِيّ الدِّين مَجْلسٌ ثالثٌ يوم الخَمِيس سادس ربيع الآخر بالمَدْرسة الصّالحية بالقاهرة" (٢).


(١) المقتفي ٤/ ٢٨٦.
(٢) المقتفي ٤/ ٢٨٧ - ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>