للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واستمرَّ الشَّيخُ في الحَبْس يُسْتَفْتى ويَقْصده النّاسُ ويزورونه، وتأتيه الفَتاوى المُشْكلة من الأمراء وأعيانِ النّاس" (١).

وقال في حوادث سنة ٧٠٩ هـ: "وفي الليلة الأخيرة من صَفَر، وهي ليلة الجُمُعة توجَّه الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّين ابن تَيْمية من القاهرة إلى الإسكندرية مع أميرٍ مُقَدَّم، ولم يُمكَّن أحدٌ من جماعته من السَّفَر معه. ووصلَ هذا الخَبرُ إلى دمشقَ بعد عَشَرة أيام، فحصلَ التألّم لأصحابه ومُحبِّيه، وضاقَت الصُّدورُ وتَضاعفَ الدُّعاءُ له، وبَلَغَنا أنَّ دخولَهُ الإسكندرية، كانَ يوم الأحد، دُخِلَ به من باب الخوخة إلى دار السُّلطان، ونُقِلَ ليلًا إلى بُرْج في شَرْقيّ البَلَد.

ثم وصَلَت الأخبار أنَّ جماعةً من أصحابِه تَوَجَّهوا إليه بعد ذلك. وصارَ النّاسُ يَدْخلونَ إليه ويقرؤون عليه ويَبحثونَ معه. وكانَ الموضعُ الذي هو فيه فَسِيحًا مُتَّسعًا" (٢).

"ووَصلَ الخَبَرُ في خامس شَعْبان بأنَّ الحاجَّ يحيى بنَ زَكْري بن أبي عليّ الرَّسْعَنيَّ التّاجرَ ماتَ عند الشَّيخ تَقِيّ الدِّين ابن تَيْميَة بالإسكندرية، وكان تَوجَّه إلى زيارته.

وكانَ رَجُلًا صالحًا، خَيرًا، من أصحابنا، وسَمِعَ مع ابن جَعْوان، ولم يُحَدِّث.

وكانَ قد بلغ الأربعين. وله حُضورٌ على ابن النُّشْبِيّ في الثانية سنة سبعين وست مئة" (٣).

"وفي ثامن شَوّال طُلِبِ الشَّيخُ تَقِيُ الدِّين ابن تَيْمية من الإسكندرية، فوَصلَ إلى القاهرة في ثامن عَشَره يوم السَّبْت، واجتمعَ بالسُّلْطان يوم الرّابع


(١) المقتفي ٤/ ٣١٧ - ٣١٨.
(٢) المقتفي ٤/ ٣٥٨.
(٣) المقتفي ٤/ ٣٧٧ (٣٢٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>