للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والعِشْرين منه، وأكرمَهُ وتلقّاه في مَجْلس حَفِلٍ، فيه قُضاة المِصْريِّين والشاميِّين، والفُقهاء، وأصلحَ بينه وبينَهُم. ثم نزلَ إلى القاهرة وسكنَ بالقُرْب من مَشْهد الحُسين، رضي الله عنه، والنّاسُ يتردَّدون إليه، والأمراءُ والجُنْد، وطائفةٌ من الفُقهاء، وفيهم من يعتذر إليه ويتنصّل ممّا وقعَ" (١).

وقال في حوادث سنة ٧١١ هـ: "وفي العَشْر الأوسط من رَجَب وقعَ أذًى في حَقُّ الشَّيخ تَقِيّ الدِّين ابن تَيْميّة بمِصْر، وظفرَ به بعض المُبْغِضين له في مكانٍ خالٍ وأساءَ عليه الأدبَ، وحَضرَ جماعةٌ كبيرةٌ من الجُنْد وغيرهِم إلى الشَّيخ بعد ذلك لأجل الانتصار له، فلم يُجب إلى ذلك، وكتبَ إليَّ المُقاتليُّ يذكرُ أنَّ ذلك وقعَ من فقيهٍ بمِصْر يُعرَف بالبَكْريّ حصلَ منه إساءة أدب.

ثم بعدَ ذلك طُلِبَ وتَوَدَّد وشَفَعَ فيه جماعةٌ، والشَّيخُ ما تكلَّم ولا اشتكَى، ولو حَصلَ منه شَكْوى أهينَ ذاك غايةَ الإهانة، لكن قال: أنا ما أنتصرُ لنفسي" (٢).

"وفي الحادي والعِشْرين من رَجَب تُوفِّي شهابُ الدِّين أحمدُ ابنُ الشَّيخ الصَّالح عليِّ بن عبد الرَّحمن بن عليّ بن عبد الرَّحمن بن عليّ بن عَبْدوس الحَرّانيِّ التاجرُ، المَعْروف بابن الحَلاويِّ، بثَغْر الإسكندرية، وهو ابن خال الشَّيخ تَقِيّ الدِّين بن تَيْميّة.

ومولدُه في شَهْر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وست مئة بدمشق، ولم يُكمل الأربعين.

وكانَ رَجُلًا جيِّدّا، تامَّ المروءة، كثيرَ الدِّيانة، وافرَ العَقْل، خبيرًا بالأمور. وأُصيبت به والدتُه وإخوتُه وأهلُه" (٣).


(١) المقتفي ٤/ ٣٩١.
(٢) المقتفي ٤/ ٤٨٢ - ٤٨٣.
(٣) المقتفي ٤/ ٤٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>