للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتفقه ولازمَ الاشتغالَ على شُيوخ مَذْهبه مدَّةً، وسَمِعَ من ابن عبد الدّائم، وابن أبي اليُسْر، وابن الصَّيْرفيّ، والقاضي شَمْس الدِّين الحَنْبليّ، والقاضي شَمْس الدِّين الحَنَفيّ، وجماعة كبيرة. وكانَ إمامًا بالمَدْرسة الجَوْزية، وفقيهًا بالمَدارس، ودَرَّس بالمَدْرسة الحَنْبلية نيابةً عن أخيه لأمه الشيخ الإمام شيخ الإسلام تَقِيّ الدِّين ابن تَيْميّة، نَفَعَ اللهُ تعالى به، وباشَرَ إمامةَ المَسْجد الكبير بالرَّمّاحين المَعْروف بالحَنابلة، وأفتَى.

وكانَ فَقِيهًا مُبارَكًا، كثيرَ الخَيْر، قليلَ الشَّرِّ، حَسَن الخُلُق، مقطعًا عن النّاس، وحَصَّلَ شيئًا من المال، وكانَ يَتَّجِر ويَتكَسَّب، وخَلَّف لأولاده تَرِكةً. ورَوَى "جُزء ابن عَرَفة" مرّاتٍ عديدة" (١).

"وفي يوم الأربعاء الثامن من شَوّال ذَكَرَ الدَّرْس بالمَدْرسة الحَنْبلية بدمشق الشيخ الإمامُ الزّاهدُ مُفتِي المُسلمينَ بقيّةُ السَّلَف الصّالحين شَرَفُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الله ابنُ الشَّيخ شهابِ الدِّين ابن تَيْميّة، وحَضَرَ عندهُ جماعةٌ من الأعْيان، وأقامَ وظيفةَ المَدْرسة عِوَضًا عن أخيه لأمه الشَّيخ بَدْر الدِّين أبي القاسم الحَرّانيّ، رحمه الله، وتَوجَّه عَقِيب ذلك إلى الحِجاز، فأقامَ الوظيفة أخوهُ الاْكبر شيخُ الإسلام تَقِيُّ الدِّين، واستمرَّ يتردَّدُ إلى المَدْرسةِ في بَعْض أيام الأسبوع، ثم حَضَرَ شَرَفُ الدِّين من الحِجاز، ولم يَخْتر التَّردُّدَ إلى المَدْرسة وإلقاء الدُّروس، فاستمرَّ الشَّيخُ تَقِيّ الدِّين، نفعَ الله بهما" (٢).

وقال في حوادث سنة ٧١٨ هـ: "وفي يوم الخَمِيس مُنتَصف شَهْر ربيع الآخر اجتمعَ قاضي القُضاة شَمْس الدِّين الحَنْبليُّ بالشيخ العَلّامة تَقِي الدِّين


(١) المقتفي ٥/ ٢٥٣.
(٢) المقتفي ٥/ ٢٧٢ - ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>